[1] العدد (28)، عام 1970م، ص7.
هل هذا العام حقاً أسعد عام كما يقول وزير التربية؟[1]
العام الدراسي القادم سيكون أسعد عام دراسي، هكذا صرح وزير التربية صالح عبد الملك لجريدة «السياسة»، في 12 رجب 1390هـ/ 12 سبتمبر 1970م، بل أكد عبد الملك بأنه سيكون أسعد عام على الإطلاق.
وكلمات التصريح جميلة، ولكنها إذا كانت من وزير مسؤول فلا بد أن لها محتوى، ولا بد من تفسير لهذه السعادة المطلقة التي ستنعش العام الجديد؟
– فهل اتخذ الوزير خطوات إيجابية في تغيير مناهج التعليم تغييراً جذرياً يكفل تنشئة الأجيال تنشئة صالحة؟
– وهل يقصد الوزير أنه اتخذ خطوات البناء الكفيلة بإعداد الطلبة والطالبات إعداداً إسلامياً؟
– هل اتخذ الوزير الإجراءات اللازمة التي توقف تعليم الرقص والموسيقى في مدارسنا؟
– هل خصصت أماكن لأداء فريضة الصلاة في مدارسنا، وهي عماد الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين؟
– وهل راعى الوزير في اختيار المدرسين واختارهم ممن يتمسكون بالإسلام؟
– هل اتخذ الوزير الخطوات الإيجابية لفرض زي إسلامي محتشم على المدرسات والتلميذات؟
– إذا كان هذا حقاً ما اتخذه الوزير من خطوات فله أن يبشر بهذه «السعادة المطلقة» التي لم ترها الكويت في الفترة الأخيرة؟
أما إذا لم يكن مثل هذه الخطوات التي تؤكد الدور الجوهري للوزارة؛ وهو «التربية»، فمن أين سيكون لنا ولأجيالنا المقبلة السعادة؟
إن الشعب الكويتي يتطلع إلى وزير يحقق للأجيال السعادة الحقة باتباع الإسلام الذي حين وعيناه كنا أعظم أمة؛ (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) “آل عمران:110”.
إن المسؤولية عن الإسلام مسؤولية شاملة، والسور الإسلامي العظيم هو الذي يستطيع أن يحمي أوطاننا من الاتجاهات اليسارية والأفكار الهدامة، وأن مسؤولية بناء هذا «السور الإسلامي العظيم» إنما تقع في جوهرها على عاتق المسؤولين في التربية والمدرسين الصالحين الذين يحملون في صدورهم كنوز القرآن العظيم، الذين لا بد أن يجدوا في وزير التربية القدوة الصالحة التي بها يقتدون.
[1] العدد (28)، عام 1970م، ص7.