لقد فوجئنا وفجعنا عندما ذهبنا للجامعة في مبنى كلية الشريعة والحقوق لحضور ندوة تقيمها الجامعة بالاشتراك مع جمعية الإصلاح الاجتماعي، إذ شاهدنا في مدخل الكلية وعلى الجهة اليسرى وفي قاعة المسرح فتيات من طالبات الجامعة وطلابها يتدربون على الرقص والموسيقى والغناء والعزف.. فأردت التأكد من ذلك.. فسألت أحد الطلبة الذي كان خارجاً من المسرح بشعر منفوش مقلداً الخنافس: ماذا تعملون هنا؟ فقال: نتدرب حيث سيقام احتفال قريباً! وكانت مواقف التدريب والمتدربات في أوضاع مخزية وحركات مثيرة وموسيقى صاخبة.
فيا ترى، أنحن في مبنى من مباني جامعة الكويت، أم في نادٍ من النوادي الليلية التي تذبح فيها الفضيلة وتدمر فيها الأخلاق والقيم؟!
لماذا يحدث هذا في جامعة الكويت؟! ألهذا أنشئت؟ أهكذا تهدر الفضيلة والأخلاق في بلد إسلامي؟!
أين حماة الفضيلة الغيورون؟!
أين المسؤولون، عما ترتكبه الجامعة من مخالفات لا يمكن السكوت والصبر عليها؟
لماذا لا يحاسب مدير الجامعة على كثرة المخالفات والاشمئزاز فيها بالرغم من الشكاوى الكثيرة؟!
أين المصير الذي أودى بالعرب، وجعلهم في وضع لا يحسدون عليه؟ تخاذل أمام الصهاينة، وما ذلك إلا لبعدهم عن دينهم وعقيدتهم الإسلامية واتباعهم سياسة لا أخلاقية مدمرة في تربية أجيالهم ترسم لهم من وراء حدود بلادهم.
كانت الصهيونية القذرة والصليبية الحاقدة الموجهة والمخططة لهذه السياسة لينشأ شبابنا نشأة متميعة بعيدة عن أصالة دينهم وأخلاقياته وقيمه ومُثله.. ليقولوا يوم الزحف.. وهذا ما حدث! فلماذا نصرّ على الاستمرار في الخضوع لسياسة الأعداء في تربية أجيالنا؟ لماذا تنحدر في مسالك الضياع؟!
إننا نربأ بالكويت أن تقع بتلك الفخاخ والحبائل، وأن تسير على خطى من ضاعوا وأضاعوا!
فهل يتدارك المسؤولون الكبار الجامعة من التخبط في متاهات تؤدي بشباب الأمة إلى الحضيض؟ وليسارع المخلصون بوضع خطة سليمة للجامعة، ومحاسبة المسؤولين عن إدارتها عما حدث منعاً لتكرار تلك المخالفات، وأن يمنع في الحال الرقص والغناء والاختلاط، وأن تفرض الأزياء المحتشمة، وأن توجه الجمعيات التي أنشئت في الجامعة إلى التخصصات العلمية النافعة وأن يمنع فيها الاختلاط.
إن المواطنين استبشروا أخيراً عندما أعلن بأن مسؤولية الجامعة ستكون منوطة بشخص رئيس مجلس الوزراء، وأن آمالنا كبيرة بأن يصدر تعليماته الحازمة لتصحيح خط سير الجامعة، وأن المسؤولية لكبيرة بين يدي الله تتطلب خطوات تنفيذية عاجلة لا هوادة فيها.
ألا قد بلغت.. اللهم فاشهد.
[1] العدد (51)، عام 1971م، ص7.