لقد ضج المواطنون بالشكوى تلو الشكوى وهم ينادون المسؤولين لإصلاح الأوضاع في الجامعة، وقد ذكروا الوقائع بالتحديد على ما يحصل فيها من فوضى واختلاط وانتهاك لحرمات الإسلام وإباحية مدمرة متمثلة بالحفلات الساهرة والرقص والغناء وبارتداء الملابس الفاضحة والقمار (التمبولا).. فيا ترى هل من مجيب؟ وهل تمتد يد الإصلاح من المسؤولين الذين يدفعهم خوف الله وحرصهم على سلامة الأجيال ليتخذوا خطوات إيجابية سريعة لإنقاذ الجامعة.
إن ترك الحبل على الغارب لتنهج جامعة الكويت في التقليد الأعمى لاستيراد تلك العادات الدخيلة والنهج المنحرف من الجامعات الأجنبية التي مزقت القيم والفضيلة فيها التي، حسب ما ينشر من إحصائيات، أن قسماً كبيراً من طلابها وطالباتها يتعاطون المخدرات، ويرتكبون الفضائح الجنسية، وأن قسماً كبيراً من طالبات تلك الجامعات حملن سفاحاً.
إننا نأمل ألا يسكت المسؤولون، فإن سكوتهم قد يوصل جامعة الكويت إلى نفس المصير، ولكي نضع يد المسؤولين على حقائق تدعم ما نقول، نذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر:
1- في يوم الوافدين حصل الاختلاط بين الطلبة والطالبات، وقاموا بأدوار مشتركة في التمثيل والرقص والغناء، وقد نشرت مجلة «النهضة» الكويتية الصادرة بتاريخ 13 مارس 1971م بعض صور ولقطات لما حصل في الحفل المذكور.
2- لقد أقامت الجامعة في الأسبوع الماضي حفلين ساهرين مختلطين استمرا إلى ما بعد منتصف الليل، وقد حصل فيهما ما حصل من رقص واختلاط وغناء وغير ذلك، وقد نشرت جريدة «الهدف» بتاريخ 25 مارس 1971م عن الحفلين المذكورين، ومن المعلوم أن الجامعة أقامت حفلات عديدة من هذا النوع غير اللائق الذي يتعارض مع عقيدة المجتمع وأخلاق ورغبات أبنائه.
3- نظمت الجامعة مباراة عامة للتنس للسيدات اشترك فيها ما هب ودب، وقد قام الرجال بالتدريب، وظهرت الفتيات والسيدات بلباس غير محتشم وغير لائق ويتنافى مع أبسط القيم الأخلاقية، ونشرت الصحف وعرض التلفزيون ذلك.
4- أقيمت من قبل الجامعة رحلات مختلطة لخارج الكويت وإلى أوروبا، وأن ما يعد من برامج لتلك الرحلات برامج لا تتناسب لبيئتنا المسلمة، ناهيك عما يشاهد في تلك الرحلات من أمور ليست لائقة.
5- القيام برحلات داخل الكويت بين الطلبة والطالبات، وما يحصل فيها من لقاءات وخلوات لا يقرها مسلم غيور.
6- كونت في الجامعة عدة جمعيات مختلطة، وأخذت هذه الجمعيات تمارس نشاطاً بعيداً كل البعد عن النهج العلمي السليم.
7- أعلنت جمعية المحاسبة في الجامعة عن إقامة حفل للقمار (تمبولا)، مساء الإثنين 29 مارس 1971م، ومعلوم أن القمار محرم في الإسلام وتمنعه قوانين الدولة، فكيف يمارس علناً في الجامعة؟!
نرجو من رئيس الوزراء بصفته رئيس المجلس الأعلى للجامعة أن يتخذ الخطوات الحاسمة لتصحيح خط سير الجامعة ومحاسبة المسؤولين فيها عما حصل من مخالفات ذكرنا بعضها، ونأمل أن تمتد يد الإصلاح سريعاً حفاظاً على مستقبل الكويت وأجيالها من ضياع محقق، وأي تباطؤ في الإصلاح قد يجعل الجميع يعضون أصابع الندم على ما فرطوا، ومسؤولية تربية الأجيال مسؤولية كبرى بين يدي الله، فاتقوا الله في أبنائكم.
[1] العدد (53)، عام 1971م، ص 5.