تحية طيبة وبعد..
لا ندري كيف تتسرب بعض الأقلام المغرضة إلى صحافتنا اليومية؟! ولا ندري لماذا تجعل بعض الكاتبات من أنفسهن ومن أحاديثهن على صفحات الجرائد اليومية وسيلة لإثارة غرائز الجنسين من بناتنا وأبنائنا؟!
فقد نشرت جريدة «الوطن» في ملحقها الأسبوعي الصادر يوم الخميس الماضي مقالاً للمدعوة ليلى أحمد بعنوان «شكراً لسيمون دي بوفوار»، طرحت فيه رأيها الممزوج بأحاسيسها وانفعالاتها في المتعة الحرام، متحدية بذلك كل أخلاقيات مجتمعنا الكويتي المسلم، ومتحدية تعاليم الإسلام بأسلوب ساخر فج، وإذا كنا نربأ بأنفسنا عن سرد مقاطع من ذلك المقال الساقط، فلا بد وأن نشير إلى أن الكاتبة دعت القراء إلى عدد من الأمور المحرمة، نوجز بعضها فيما يلي:
1- إقامة علاقات الجنس المحرمة بين الرجل والمرأة وفق رباط الصداقة وليس الزواج، وذلك على غرار علاقة الكاتبة الفرنسية الوجودية سيمون دي بوفوار بالوجودي الفرنسي جون بول سارتر.
2- السخرية من الظروف الاجتماعية ومجموعة القيم والمعايير الأخلاقية السائدة في بلادنا التي أوجدت -بحسب رأي الكاتبة- فروقاً حضارية بيننا وبين الفرنسيين؛ مما يجعل إقامة علاقة الحرام بين الرجل والمرأة أمراً مستحيلاً.
3- الطعن بشعيرة الزواج الإسلامي ووصفه بأنه من العلاقات المؤسساتية، واعتبار النساء اللاتي خرجن بعلاقاتهن مع الرجال عن أطر الزواج نساء نبيلات، وهذه دعوة سافرة إلى المجون، وطعن واضح في شعائر الإسلام وقيمه، وإننا نستغرب كيف تتجرأ هذه الكاتبة وفي بلد إسلامي دينه الإسلام أن تكتب مثل هذه الكتابات المسمومة، التي تتحدى فيها تعاليم الإسلام ونصوص القرآن الكريم والهدي النبوي الواضح؟!
4- طرح قضية الإشباع الجنسي -كما تريده الكاتبة- على أساس أنه إشباع إنساني لا بد منه لتجاوز الفجوة الإنسانية بين الجنسين (الرجل والمرأة)، وقد تخللت هذه الأفكار الملوثة المقرفة تفاصيل وجزئيات لفظية هدفت الكاتبة فيها إلى إثارة الشباب المراهق.. مع دعوة فتياتنا من خلال ما طرحته من حوار إلى تحدي حصانة مجتمعنا الإسلامي ونظافته.
إنها دعوة واضحة وصريحة لتلويث مجتمعنا المسلم بالزنى.. وإذا كانت الكاتبة صاحبة هذا المقال الدنس قد تعودت على طرح ما يمس بأخلاقنا وعقائدنا الإسلامية في مقالاتها السابقة، فإننا نستغرب كيف يتم نشر هواجسها ودعواتها المحرمة على صفحات إحدى صحف الكويت؟! ومن أجل هذا فإننا نأمل من كافة صحفنا المحلية ألا تسمح للأقلام المسمومة بالنشر على صفحاتها، كما أننا لا ندري أرأت عين الرقيب دعوة الفجور تلك أم لا؟
على أننا نأمل من سعادتكم الطلب إلى الإخوة مسؤولي الصحف المحلية الانتباه لئلا يتسرب إليها ما يسيء إلى قيم الإسلام وأخلاقياته، وأن تتضافر الجهود لبناء مجتمع تصان فيه القيم ويحافظ فيه على الفضيلة مع التمسك بأخلاقيات الإسلام كلها.
وأخيراً.. نرجو وزارة الإعلام مراجعة ما كتبته تلك المرأة في مقالها هذا ومقالاتها السابقة، مع أملنا بالالتزام بلوائح الرقابة التي تحظر نشر ما يخدش الحياء، فضلاً عن أن التقيد بتلك اللوائح يقتضي منع نشر كل ما يمس شعائر الإسلام ومفاهيم هذا الدين في العلاقات الإنسانية كلها!
وإننا نأمل أن نرى من وزارة الإعلام موقفاً واضحاً يتفق مع صون هيبة الإسلام ومشاعر المسلمين، وذلك وفقاً لقانون المطبوعات في الكويت.
وفقكم الله وسدد خطاكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[1] العدد (937)، عام 1989م، ص14.