شعبان عبدالرحمن (*)
كان لافتاً بقوة إعلان الخارجية “الإسرائيلية” أن “إسرائيل” اقترحت استضافة محادثات بين البرهان وحميدتي، وأن الاتصالات في هذا الصدد قطعت شوطاً بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومشيرة لدور إماراتي في هذا الصدد.
وقد كشف ذلك عن اتصالات من طرفي الصراع – منذ فترة ليست قليلة – مع الكيان الصهيوني وسوف تجيب الأيام القادمة عن حجم هذه الاتصالات ونتائجها.
والمهم والمؤكد هنا أن المنظومة العسكرية في السودان بطرفيها (الجيش والدعم السريع) تقيم خطوط اتصال بالكيان الصهيوني منذ فترة ً وبما يجعله مؤهلا للتوسط لحل النزاع، وذلك واضح من إعلان الخارجية الصهيونية.
والأكثر وضوحاً أن هناك جهوداً حثيثة من الولايات المتحدة ودولة الإمارات وأطراف عربية أخرى لتمكين الكيان الصهيوني من القيام بالدور الرئيسي في تهدئة الاقتتال الدائر بين شقي المؤسسة العسكرية، تأسيساً لدور ريادي قادم للصهاينة في المنطقة وذلك في مقابل تغييب، بل طرد الدور المصري – للمرة الأولى- من السودان، وقد تابعنا التنكيل بالتواجد العسكري المصري في الخرطوم!
وسيكون لذلك انعكاساته الخطيرة على التعاون المصري السوداني الوثيق في العديد من القضايا المصيرية وأهمها قضية سد النهضة ومياه نهر. النيل، وكذلك القضية الفلسطينية.
في الأخير وبعد انكشاف تورط البرهان وحميدتي في إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، وهو فيما يبدو سباق من المتصارعين على نيل رضا الصهاينة.
ألا يحق لنا أن نجزم بأن الانقلاب العسكري الذي أطاح بالبشير لم يكن استجابة لانتفاضة الشعب السوداني ضد حكم البشير ولم يكن تجاوباً مع تيار الحرية والتغيير وإنما في حقيقته – كما نتابع – تمهيداً لإقامة نظام جديد في السودان والمنطقة سيتوارى فيه الدور المصري وستكون الكلمة الأولى فيه للكيان الصهيوني الذي يستعد لقيادة المنطقة انطلاقاً من السودان، ولا شك أن ذلك كله سينعكس بالسلب على القضية الفلسطينية!
وبعد: لنقرأ الفاتحة مرة أخرى على الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي!
———
(*) مدير تحرير الشعب المصرية والمجتمع الكويتية- سابقاً.