لم يعد هناك شك في تبني غالبية أبناء الشعب الفلسطيني مبدأ المقاومة كنهج حياة في ظل وجود الاحتلال على أرض فلسطين، ويزداد هذا الاتجاه مع تصاعد إرهاب الاحتلال وهمجيته وعدوانه على المقدسات والأرض والبشر.
هذا النهج آخذ بالتطور ليشمل قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني، باستثناء القلة الباحثة عن إمكانية صناعة سلام وتقاسم الأرض مع المحتل الغاصب، على الرغم من تأكد فشل هذا المشروع ووصوله إلى طريق مسدود، فإن الوضع في الضفة الغربية والقدس يؤكد أن الشعب الفلسطيني قد وصل إلى قناعة بأن الطريق لتحقيق ما يسعى إليه من كنس المحتل وتحرير الأرض هو المقاومة، هذا الطريق يعلمه الفلسطينيون؛ طريق معبد بالدماء والشهداء؛ لأن الكيان ليس احتلالاً تقليدياً، بل إحلال شعب مكان شعب عبر القتل والترحيل.
أما الشراكة والتعايش التي لا وجود لها في عقيدة الاحتلال وتفكيره؛ هي الفكرة يحاول خداع الجميع فيها لتحقيق أهدافه، وأول من يحاول خداعهم هم الفلسطينيون أنفسهم الذين يرون أن هناك إمكانية للتعايش مع المحتل وتقاسم الأرض معه وبناء سلام قائم على الشراكة الحقيقية والتعاون لبناء مستقبل للجميع.
الفلسطيني الحر يرفض هذه الفكرة القائمة على الخداع، فهو لا يزال يؤمن بحقه في أرضه التي هجر منها وطرد، وقد بقي البعض منهم متمسكًا بأرضه وبيته ويتحدى الاحتلال ويتصدى له ويعمل بكل قوته لمواجهته، هذا النهج بات يشكل قلقًا للاحتلال ومن يقدم له الدعم العسكري والسياسي والإعلامي وهو يرى تطور المقاومة وانتشارها بهذه الطريقة، ويرقب تزايد القناعة لدى الفلسطيني بأن المقاومة هي الطريق التي يوصله لتحقيق أهدافه.
اليوم المقاومة تعد العدة وتراكم القوة بما تستطيع وفي كافة الاتجاهات تجهيزاً وتخطيطاً وتدريباً وفق عمليات تدريب مطورة وحديثة تحاكي القوات النظامية، إضافة إلى المتابعة الحثيثة للشأن الصهيوني في كافة المجالات، هي اليوم باتت أكثر جاهزية للتصدي للاحتلال حال فكر بعملية عسكرية ضد قطاع غزة للقضاء على المقاومة التي فشل في ذلك خلال اعتداءاته السابقة.
اليوم ربما هناك وحدة جبهات تشكل رادعًا للاحتلال عن القيام بأي عدوان على الفلسطينيين، أو على الأقل تجعله يفكر ملياً قبل أي عدوان، وهو يعلم أن نتائجه لن تكون سهلة وستكون مدمرة بشكل كبير على الطرفين، ولكنها ستكون في صالح الفلسطينيين في غالب الأحوال.