كلام جميل حينما تضعه الكويت في دستورها ويردده المسؤولون في بياناتهم، ولكن ما الدليل على التطبيق؟ هي مجرد كلمات تردد؛ أن الحكومة مسؤولة مسؤولية كبرى بين يدي الله، ومسؤولة عما تمر به الكويت وأجيالها من متاهة وضياع للقيم ومروق عن الدين وانحراف في الأخلاق، ومتاهة في المبادئ الهدامة التي أخذت تنخر في جسم الأمة وستجر الكويت إلى كوارث، ولو كان دين الدولة الإسلام بحق مشفوعاً بالتطبيق لما حصل كل هذا، وأن الحكومة ملزمة بأن تثبت أنها تطبق هذه المادة من الدستور، والآن يحق لنا أن نسأل: هل أحكام محاكمنا مستمدة من القرآن أو من شريعة الرومان؟ والآية القرآنية تقول: (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (المائدة: 45)، وفي موضع: «الفاسقون»، وفي موضع آخر: «الكافرون».
من البرامج المفيدة أن الإذاعة بثت في اليوم أكثر من خمسين أغنية، وقلما نجد بينها كلمة توجيهية هادفة، وعندما تمتد يد الإصلاح لما أسلفنا عندئذ يحق للمسؤولين أن يقولوا: إن دستور الكويت ينص على أن دين الدولة الإسلام، وإننا نناشد المسؤولين أن يرجعوا إلى الله، وأن يصلحوا أنفسهم ومواطنيهم على هدي من كتاب الله وسُنة رسوله قبل أن يلتهمنا وإياهم طوفان المبادئ الهدامة التي بدأت تلوح بوادرها في وطننا العزيز؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6).
ويحق لنا أن نسأل: هل تعنى برامج التعليم بالدين والأخلاق وتعليم الشريعة الإسلامية كما تعنى بأي مادة أخرى على الأقل؟ وهل برامج التعليم تصلح لتربية الأجيال؟ لا وربي، وهل مسلك المدرسات والتلميذات في أزيائهن الفاضحة شيء سليم؟ وهل منهج الجامعة يتفق والنهج الإسلامي الصحيح؟
ويحق لنا أن نتساءل: هل وسائل الإعلام والتوجيه تهتم بالتوجيه الصحيح وتنشر بعث روح التدين في الأمة؟ وهل التلفزيون والإذاعة مسخران لذلك؟ لا وربي، بل يهتمان بالرقصات الماجنة والفيلم الخليع والمسرحيات اللاأخلاقية المائعة، والأغاني الفاحشة، وقد نكاد لا نرى إلا النزر اليسير.
[1] العدد (17)، عام 1970م، ص8.