القوى الكبرى المتحالفة مع الصهيونية أوحت إلى عملائها في بعض مناطقنا العربية والإسلامية بالاستمرار في القمع والبطش ضد الشباب المسلم المتدين، والعناصر ذات الخط الإسلامي السليم التي تستهدف الخير كل الخير للمجتمع العربي والإسلامي، التي تقود عملاً إسلامياً واضحاً في التوعية لفضح مخططات القوى المعادية للإسلام والصهيونية وحلفائها الإستراتيجيين.
لقد عقدت صفقات سرية بين بعض زعماء ورؤساء بعض المناطق الإسلامية والعربية لتضييق الخناق على الإسلاميين، تقتضي بأن يحرم من التوظيف في المدارس والمعاهد والجامعات كل العناصر المسلمة المتدينة، وبالفعل تمت هذه الاتفاقات، وبدأ بالتنفيذ فعلاً في بعض أقطارنا العربية والإسلامية للأسف!
إن هذا المخطط الغريب الذي يطبقه عملاء الغرب من أبناء جلدتنا.. أولئك الذين زُرعوا في وطننا لهو مخطط استعماري محض، فقد بدؤوا يطبقون تلك الاتفاقات وعلى رأسها إقصاء الإسلاميين من المراكز الحساسة والمرموقة ولا سيما في التعليم.
إننا لا نستغرب من الصهيونية وحلفائها الإستراتيجيين والقوى الكبرى الحاقدة هذا الموقف؛ لأنه يتفق مع ما يريدونه، ولكن الغرابة كل الغرابة أن يحملوا من هم محسوبون على أمتنا العربية والإسلامية إلى هذا الموقف وتنفيذه تمكيناً للمقررات الصهيونية والغربية والاستعمارية الحاقدة على الإسلام والمسلمين.
إننا نقول لأولئك العملاء: اتقوا الله، وإن الله وعد ووعده الحق، إن أولئك العملاء ينتظرون الانتقام الإلهي منهم في الدنيا والآخرة، وسيرون عملهم حسرات عليهم في الدنيا والآخرة، وإننا نهيب بالمخلصين من المسؤولين في عالمنا العربي والإسلامي أن يحذروا كل الحذر من المخططات الغربية التي تتناول التحريض وإيقاع الفتنة بين صفوف المجتمعات الإسلامية الواحدة.. وكلنا يعرف أن سياسة أعداء الإسلام هي «فرِّق تَسُد»، مع استعداء البعض على البعض الآخر، وإننا نهيب بالمخلصين أن يقفوا ضد هذه التحريضات السافرة، وقد نشرت مجلة «المجتمع» في العدد الماضي وثيقة تبين عداء تلك القوى للإسلام والمسلمين، وسوف تنشر وثائق أخرى كلما توفرت لفضح أولئك العملاء ومواقفهم السيئة، وتعاونهم مع الصهيونية العالمية وحلفائها، وإننا إذ نكتب ذلك نأمل أن يأخذوا العبرة، وأن يوقفوا هذه الاتفاقات مع عدم القيام بتنفيذها؛ لأن تنفيذ تلك المخططات خيانة عظمى لشعوب ولدين ولعقيدة هذه الأمة أيضاً.
ومن الجدير بالذكر في هذا المقام أن اليهود وحلفاءهم الإستراتيجيين في الغرب يخافون من انتعاش الإسلاميين؛ لأنهم يرون فيهم كل الخطر على مصالحهم، وترك الإسلاميين دون محاربة سوف يؤدي إلى تقويض سائر المصالح الصهيونية والغربية الاستعمارية.
ختاماً، نسأل الله جل جلاله أن يجنبنا وأمتنا الإسلامية شر الأشرار وحقد الحاقدين، وأن يرجع مجتمعاتنا الإسلامية إلى التمسك بالكتاب والسُّنة لتكسب رضاء الله، والسيادة والريادة والعزة، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.
[1] العدد (866)، عام 1988م، ص50..