د. أحمد الواوي، وزوجته أم مؤمن، وأبناؤهما مؤمن، وسجود، ودعاء، وتقوى، وآية، تحولوا لنموذج لهذه البذرة الطيبة التي غرست قبل عدة سنوات لتخرج شجرة طيبة جلهم حافظون لكتاب الله بعد تفوقهم في الدراسة.
جمعت عائلة الواوي في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة بين التفوق الدراسي وحفظ كتاب الله لتكون نموذجاً للأسرة الإيمانية العلمية بامتياز.
وروى الواوي لـ«المجتمع» حكاية عائلته مع حفظ كتاب الله، وهذا المشروع الإيماني الذي رسمه منذ عدة سنوات برفقة زوجته أم مؤمن ليسير في خط متوازٍ مع تفوق أبنائهم في الدراسة بدرجة الامتياز، ثم التحاق بعضهم في الجامعات دون أن يكون شيء على حساب شيء.
وقال: بدأت رحلتنا مع القرآن الكريم منذ الصغر ونحن نحفظ في المساجد وأبنائي وبناتي يذهبون إلى مراكز التحفيظ في المساجد لدى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وجمعية نور المعرفة، ودار القرآن الكريم والسُّنة النبوية، ومؤسسة الإتقان لتعليم القرآن الكريم.
وأضاف: مكث أبنائي منذ رياض الأطفال قبل التعليم الأساسي وهم يحفظون جزء «عم»، ثم واصلوا حفظهم للقرآن الكريم تلاوة وحفظاً، ويجيدون قراءة القرآن بالأحكام وجميعهم حاصلون على دورات تأهيل القرآن الكريم ودورات عليا في تعليم القرآن الكريم.
وكانت سجود، بحسب الأب، التي تدرس الطب في سنتها الخامسة وستصبح بعد أشهر طبيبة؛ أول أبناء الواوي التي حفظت القرآن الكريم وهي في الصف الثاني الثانوي.
وتابع حديثه: حفظ القرآن الكريم لم يؤثر على دراسة سجود، فهي تفوقت وحصلت على 99.3% في الثانوية العامة وجوَّدت القرآن الكريم في أكثر من مسابقة، وحفظت القرآن الكريم في 3 سنوات.
وأوضح الأب أنه بعد سجود حفظت دعاء القرآن الكريم وهي مهندسة في تكنولوجيا المعلومات (آي تي)، ثم آية، فتقوى، فمؤمن.
وقال: بدأ مؤمن مشواره منذ الطفولة مع حفظ القرآن الكريم في أكثر من مسجد، وكان يسمع أجزاء من القرآن الكريم على جلسة واحدة ويجتهد في حفظ القرآن، وسمع القرآن وأتقنه في توجيهي، وحصل على معدل 93% في القسم العلمي بالثانوية العامة، والآن هو مهندس تطوير برمجيات.
وأضاف: زوجتي ترعى أبنائي وبناتي وتشجعهم على حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتعطيهم دورات في الأحكام حتى يتقنوا القراءة، ومعها سند في الحفظ، وتجتهد منذ 3 سنوات في تعليم القرآن الكريم.
وأشار إلى أن قيام زوجته في تعليم القرآن وأحكامه في المساجد لا يعيقها عن العمل ولا عن الأسرة، بل هذا كان دافعاً لها لذلك.
ووجه الواوي رسالة لكل الشباب والفتيات أن ينكبوا على حفظ كتاب الله عز وجل، وأن ينخرطوا لحفظه، فهو نور وبرهان وطريقنا إلى المجد وإلى الجنة.
وقال: القرآن الكريم هو طريقنا إلى التحرير، فجيل القرآن هو جيل النصر القادم، وهو جيل المساجد، وهم الذين سيحررون المسجد الأقصى، ونحن نحفّظ أبناءنا وبناتنا ليكونوا عنواناً للأبناء الحفظة الذين سيحررون المسجد الأقصى.
وأضاف: نحن نبني الفرد المسلم والأسرة المسلمة، ونستثمر في أسرتنا وأبنائنا بحفظ القرآن، ونريد من كل الشباب والفتيات أن ينكبوا على حفظ القرآن فهذا مشروعنا.
وقال الابن مؤمن لـ«المجتمع»: كنت أجتهد في حفظ كتاب الله، ووالدي ووالدتي وأخواتي يشجعونني في الحفظ.
وأضاف: كنت أقسّم وأوزع وقتي ما بين الدراسة والحفظ، وكنت أجد التوفيق ورعاية الله تعالى في حفظي، وبحمده تعالى كان القرآن نبراساً لي في طريق العلم والنجاح والتفوق.
وأوضحت د. سجود أنها تمكنت وهي في مرحلة الثانوية من حفظ القرآن الكريم، وكان لها نوراً في طريقها للتفوق والنجاح.
وقالت لـ«المجتمع»: بحمد الله، لم أجد صعوبات في طريقي لحفظ القرآن الكريم.
وأضافت: والدي ووالدتي كانا يشجعاني على حفظ القرآن الكريم، وأشكر المحفظات اللواتي وقفن معي في التحفيظ.