ومستعدون للتعاون مع الجميع في سبيل الخير[1]
أكد السيد عبدالله علي المطوع، رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي، أن أبناء الكويت يعيشون أسرة واحدة، وسيظلون كذلك بإذن الله، وقال: إن جمعية الإصلاح حريصة على استمرار العلاقة الطيبة مع الحكومة والدولة.
وأضاف، في حوار شامل أجرته مؤخراً صحيفة «المستقلة» الأسبوعية الصادرة في لندن، أن الموقف من الجماعات والحركات الإسلامية التي وقفت مع الغزو العراقي للكويت لم يتغير تطبيقاً للقاعدة التي تفيد بأن من أعان ظالماً على ظلمه فهو شريك له، وقال: إن الأمر يختلف في هذا الصدد مع من غيّر موقفه واستبان له الحق، وأكد أن المطلوب هو أن نكسب الشعوب والحكومات لصالح قضية الكويت، مشيراً إلى أن تلك القضية لن تنتهي بموت طاغية العراق، ولذلك فإنه يجب التسلح بتقوى الله سبحانه وتعالى، وبالروابط التي تربطنا مع الدول العربية والإسلامية لنكون جميعاً ضد أي اعتداء.
وحول العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين قال المطوع: إن الإخوان المسلمين من أفضل الجماعات الموجودة في الساحة، ولو نظرنا إلى تاريخهم منذ نشأة حركتهم في عام 1928م لوجدنا أنه حافل بالعطاء وتبني القضايا الإسلامية والاستماتة في الدفاع عنها، فلقد كانت لهم مواقف مشرفة في الحرب ضد الاستعمار الإنجليزي لمصر، كما كان لهم تاريخ ناصع ومشرف على الساحة الفلسطينية عندما حملت كتائبهم السلاح دفاعاً عن أرض فلسطين وجهاداً في سبيل الله.
أضف إلى ذلك أن الحركة الثقافية الإسلامية ونشر الوعي والكتّاب الإسلاميين خلال الأربعة عقود الماضية وحتى يومنا هذا أمور كان للإخوان دور فاعل فيها، بل ومؤسس لها.
ومن جهة أخرى، فإن الإخوان جماعة لاقت الظلم والاضطهاد من حكام استولوا على السلطة في انقلابات عسكرية، أو جاء بهم الاستعمار لضرب الحركات الإسلامية الحقة، فملؤوا منهم السجون والمعتقلات، وحاولوا تشويه سمعتهم، لكن الله يأبى ذلك ويأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، ولذلك كله فإن الانتساب للإخوان ليس سُبَّة، ولكنه عمل مشرف ما دام الإخوان قائمين بدعوة الحق، صابرين على ما أوذوا به، متحملين أعباء العمل في هذه الظروف التي تكالب فيها الأعداء على ضرب الحركات الإسلامية الصحيحة.
وأنا أحييهم على صمودهم وصبرهم وعملهم المتفاني في سبيل إعلاء كلمة الله، وهذه شهادتي في الإخوان، وهي واضحة ناصعة لمن يتساءل عن ذلك.
وقال: إن علاقتنا بهم هي علاقة أي فرد بأي فرد مسلم وثيقة ومتينة ومبنية على ما جاء في الكتاب والسُّنة، وقد جاء في الأحاديث النبوية أن المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه، وأن المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً.
نحن كجماعة إسلامية في داخل الكويت نعمل في إطار جمعية إسلامية ويدنا ممدودة لكل من يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، للتعاون معه في كل ما من شأنه أن يخدم الإسلام والمسلمين ويرفع رايتهم.
وتبعاً لذلك، فإنني أرى بأن التعاون الإسلامي على مستوى الأفراد والجماعات والدول أمر ضروري في هذه الظروف التي بدأت فيها قوى الشر تتكتل من أجل النيل من هذا الدين ومن عقيدة المسلمين.
وأوضح المطوع أن جمعية الإصلاح تسعى للقضاء على الآفات الاجتماعية الفتاكة من أجل نظافة المجتمع وسعادته، وأكد الاستعداد للتعاون مع جميع الجهات على اختلاف توجهاتها ومشاربها في سبيل الدعوة إلى الخير والتمسك بكتاب الله سبحانه وتعالى، وسُنة نبيه، محذراً من الحضارات الزائفة التي تعتريها كثير من الأمراض والمفاسد، معرباً عن اعتقاده بأن المجتمعات التي تصاب بهذه الأمراض هي مجتمعات منقرضة لا محالة.
وقال: إن المركز الذي وصلت إليه «جمعية الإصلاح الاجتماعي» والثقة التي أحرزتها من أفراد الشعب الكويتي تعود في الأساس إلى الدور الكبير الذي تقوم به من دعوة صادقة وتمسك بالكتاب والسُّنة وسعي في نشر الفضيلة ومحاربة الآفات الاجتماعية ودعوة المسؤولين لتحكيم الشريعة الإسلامية التي نحمي بها أنفسنا وأوطاننا ونتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى.
وأكد المطوع أن الإنسان لا يفرّق بين العمل السياسي والعمل الاجتماعي، أو غيره، فالإسلام كل لا يتجزأ وإطار يهتم المرء فيه بالأمور السياسية قدر اهتمامه بالأمور الاجتماعية والصحية وغيرها، فهو متكامل لا يمكن عزل السياسة والثقافة فيه عن التعليم والاقتصاد والتنمية ومجالات الحياة الأخرى.
[1] العدد (1282)، عام 1998م، ص16.