هناك جملة شهيرة لدى مسلمي تركستان الشرقية تقول: «من زار تركستان ولم يصل كاشغر فكأنه لم يزرها، ومن وصل كاشغر ولم ير الجامع الكبير فكأنه لم ير شيئاً».
وكاشغر هي العاصمة التاريخية لتركستان الشرقية، يزينها الجامع الكبير الشهير الذي يُعرف أيضاً باسم «عيدكاه»، وهو اسم الميدان الذي يتواجد فيه، ومصطلح «عيدكاه» خليط ما بين اللغتين العربية والفارسية، ويعني مكان تجمع الأعياد.
بني الجامع الكبير عام 1442م على مساحة تمتد لحوالي 17 ألف متر مربع، وكان يعد المكان الأشهر لصلاة العيد في تركستان الشرقية.
جامع «عيدكاه» بني على الطراز العربي الإسلامي القديم، ويشمل مدخل المسجد الذي هو عبارة عن قاعة تتوسطها قبة على جانبيها مئذنتان ارتفاع كل منهما 18 متراً، وكذلك قاعة الصلاة وهي ترتفع على أعمدة خشبية عددها 158 عموداً، ومساحة المسجد تشمل أيضاً حديقة وممرات، وهو يعد أشهر مساجد تركستان الشرقية.
مزار سياحي
إلا أن جامع «عيدكاه» وما تعرض له لا يختلف عما تعانيه تركستان الشرقية تحت الاحتلال الصيني، فبعد أن كان يزدحم بالمصلين، تم منع الصلاة فيه، وحُوّل من مسجد إلى مزار سياحي مفتوح للجميع
لا يخضع الزوار لأي قيود في الملابس مراعاة لمكانة وقدسية المسجد.
هدم آلاف المساجد
وهذا هو واقع مساجد تركستان الشرقية التي تسميها الصين «شينجيانج»، التي تم هدم الآلاف من مساجدها، وتم تحويل بعضها إلى مسارح ومنع الصلاة فيما تبقى منها.
معسكرات اعتقال واغتصاب جماعي
وتحتل الصين تركستان الشرقية منذ عام 1949، ومن وقتها والمسلمون فيها يتعرضون لإبادة جماعية، وتم جر الملايين منهم إلى معسكرات إعادة التأهيل رجالاً ونساء، وحتى الأطفال أُعدت لهم معسكرات روضة للأطفال، وداخل هذه المعسكرات تتعرض النساء المسلمات لعمليات تعقيم قسري واغتصاب جماعي، وفق شهادات ناجيات من هذه المعسكرات.