– المشروع يقوم عليه دعاة وعلماء من الأردن والسعودية ومصر وأمريكا
– الراديو يقدم برامج متنوعة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية
– «سلام» يستهدف نشر تعاليم الإسلام والرد على شبهات المستشرقين
من داخل إقليم إستري، تبنت الجمعية الإسلامية الثقافية بمدينة شيربروك، جنوبي كيبك، إحدى المقاطعات الشرقية في كندا، حلماً يراود المسلمين هناك بإنشاء وتأسيس راديو للقرآن الكريم، يكون صرحاً للدعوة إلى الإسلام، ومنبراً لتعليم أبناء الجاليات الإسلامية والعربية تعاليم دينهم.
تحديداً في سبتمبر 2020، بدأ الحلم بتكاتف عدد من أبناء الجالية الإسلامية، كوَّنوا فريقاً لإدارة الراديو؛ فنياً ودعوياً، إلى أن ظهر للنور «أون لاين»، قبل شهور، وسط خطوات حثيثة لاستخراج التراخيص الرسمية اللازمة من السلطات الكندية لإطلاق محطة إذاعية في القريب العاجل.
ويقوم على المشروع الطموح دعاة وعلماء من الأردن والسعودية ومصر وكندا وأمريكا وبلدان أخرى، يعملون كفريق عمل ونواة للمحطة القرآنية التي تقدم وجبة دسمة من علوم القرآن والسُّنة والعقيدة والسيرة والفقه للمسلمين وغيرهم في كندا وشتى بقاع العالم.
ويبلغ عدد مسلمي كندا أكثر من مليون مسلم، وهو ما يشكل 3.2% من عدد السكان الكلي الذي يبلغ حوالي 38 مليون نسمة، وفق بيانات رسمية صادرة عن وكالة الإحصاء الكندية (حكومية).
خارطة ثرية
يقدم الراديو عبر شبكة الإنترنت ومن خلال تطبيق على الهواتف الذكية تلاوات مرتلة ومجودة لمجموعة من عمالقة القراء، من أبرزهم عبدالباسط عبدالصمد، ومحمد صديق المنشاوي، وأبو العينين شعيشع، ومصطفى إسماعيل.. وغيرهم.
وتتضمن خارطة الراديو برامج، منها: «فتاوى وأحكام»، «من وصايا الرسول»، «خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي»، «دروس وعبر من سيرة معلم البشر»، «من هدي النبوة»، «الفقه في دقائق»، «لله الأسماء الحسنى»، «أذكار الصباح والمساء»، «خطبة الجمعة».
ويتبنى راديو «سلام» خطاباً دعوياً تنويرياً، يقوم على مادة علمية رصينة، تستهدف نشر تعاليم الإسلام، وتفنيد ما يثار من شبهات حوله، من خلال برنامج شبهات وردود، و«إسلاموفوبيا»، ورحلة اليقين، والأسرة والمجتمع.
برامج أجنبية
ويقدم البث، وفق العالم الأزهري د. بيومي إسماعيل، أحد الدعاة العاملين بالراديو، مجموعة من البرامج بالإنجليزية والفرنسية؛ لمخاطبة المجتمع الكندي غير المسلم بلغته، وتقديم الإسلام بصورته السمحة، ورد الشبهات التي روج لها المستشرقون، إضافة إلى تفنيد الأباطيل التي يسوقها الإعلام الغربي.
ويضيف إسماعيل، في حديثه لـ«المجتمع»، أن الراديو يمثل منبراً للدعوة الإسلامية، يعبر عن عظمة وسماحة هذا الدين، لافتاً إلى أن التجربة في مرحلة التطوير المستمر، وهي في حاجة للمساندة والاهتمام الإعلامي؛ لتحقيق المزيد من الانتشار.
وعن مدى قبول المجتمع الكندي للتجربة، يقول: إن الراديو كان خطوة أسعدت الجالية الإسلامية هناك، لكن العمل ما زال قائماً على تأسيس آلية لقياس نسب الاستماع والمتابعة، ورصد نتائج التجربة، ومدى تأثر الكنديين والمقيمين من مختلف الجنسيات بها.
تسويق وتمويل
ويرى المهندس أحمد طلعت، أحد القائمين على المشروع، أن الانتشار هو التحدي الأكبر أمام الراديو، إضافة إلى التمويل، خاصة أن التجربة وليدة، وتحتاج إلى دعم، واهتمام إعلامي، مشيراً إلى أن البث التجريبي بدأ منذ أبريل 2022، وفي انتظار إطلاق محطة إذاعية لهذا الغرض.
ويعمل في الراديو فريق يتكون من نحو 30 فرداً من جنسيات مختلفة، يقومون على الأمور الفنية والدعوية، كجهد تطوعي، وبتمويل ذاتي، ووفق أهداف دعوية تستهدف تعليم المسلمين أولاً أمور دينهم، ثم التوسع شيئاً فشيئًا، وفق طلعت.
يضيف، في حديثه من كندا لـ«المجتمع»، أن خطاب الراديو يتوجه لفئتين، الأولى: المسلمين، من خلال شرح مبسط لأركان الإسلام، وتفسير القرآن، وشرح السُّنة، ومبادئ العقيدة، وأصول الفقه، والسيرة النبوية، خاصة أن هناك قطاعاً من المسلمين في حاجة لمعرفة أمور دينهم، مثل: فقه الطهارة، وفقه المعاملات، وفقه الزكاة، إضافة إلى استعراض كتب، مثل: «صحيح البخاري»، و«رياض الصالحين»، و«الرحيق المختوم».. وغيرها.
أما الفئة الثانية المستهدفة بخطاب الراديو، فهي غير المسلمين، الذين نسعى لتبصيرهم بحقيقة الإسلام، مع الرد على الشبهات، وتفنيد التهم الموجهة لديننا الحنيف من هنا وهناك، مع البعد عن الأمور الخلافية، ومواجهة خطاب الكراهية والعنصرية، والتصدي لما يعرف بظاهرة «الإسلاموفوبيا».
ويؤكد طلعت ضرورة بذل المزيد من الجهد، لتطوير المشروع، وإنضاج التجربة، قائلاً: إنه من اللازم أن نحسن عرض بضاعتنا، وتسويق رسالتنا، وتجويد دعوتنا، حتى يكون الراديو علماً ينتفع به، يخدم المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات والثقافات الأخرى.