نشب شجار حاد بين الزوجين، وتعالت أصواتهما، وارتفع صوت الزوجة، وطلبت الطلاق، فرد عليها الزوج بأن هذا آخر شيء يمكن أن يفعله في الدنيا.
الزوجة كانت شديدة العصبية، فوجهت له سيلاً من التجريح، والسباب، واتهمته في رجولته، قائلة له: «لو أنت راجل طلقني، لكن أنت مش حتطلقني لأنك مش راجل»!
هنا قام الزوج بكتابة ورقة ووضعها في ظرف وقال لها: «هذه ورقتك، ولا أريد أن أراك بعد اليوم، اذهبي إلى بيت والدك، ولا تتصلي بي لاحقاً».
أخذت المرأة الظرف، وهي تعلم أن زوجها كتب لها «أنها طالق»، ثم جمعت أغراضها، وذهبت إلى بيت والدها.
مرت الأيام وهدأت النفوس، ثم وجد الرجل زوجته تتصل به فلم يرد عليها، ثم بدأت في إرسال عدد من الرسائل له تصالحه، كان منها: «أعلم أنك سيد الرجال، ردني إليك مرة أخرى، ولن أفعل ما فعلت بعد ذلك».
لم يجبها، فأرسلت له رسائل كثيرة ترجوه أن يسامحها، هنا سألها: هل فتحتِ الظرف؟
قالت: هل تقصد ظرف ورقة الطلاق؟
فقال: نعم.
قالت: لا، لم أفتحه.
فقال: افتحي الظرف، وأنا معك الآن على الهاتف.
فتحت المرأة الظرف وقرأت ما في الورقة، فإذا بزوجها قد كتب لها في الورقة: «زوجتي الحبيبة، كيف لي أن أعيش بدونك؟ يعلم الله قدر حبي لك، وأن الطلاق في هذا الموقف أسهل بكثير على أي رجل من الاستمرار، ولكن لأن زوجك حبيبك رجل بحق فقد اختار الصبر مع الحفاظ عليك، عن الطلاق مع خسرانك إلى الأبد، وعندما تفتحين هذا الظرف وتقرئين ما فيه؛ اعلمي أنني أنتظر منك الموعد لكي أحضر إلى بيت والدك لكي أصطحبك إلى بيتنا».
قرأت المرأة الورقة وبكت بشدة، وعلمت أن معها رجلاً من معدن نادر لا يمكن لامرأة عاقلة أن تفرط فيه.
هذه القصة تؤكد لنا أن البيوت تحتاج منا إلى الصبر قبل الطلاق، والمودة والرحمة ركيزتان للبيت الناجح.