إن المسلم مأمور في دنياه بالسعي إلى إصلاح بدنه الذي هو آلة العمل الصالح، ووسيلة إنفاذ التكليف، ومنهيّ عن إزهاق روحه أو الرمي بها في مواطن الهلكة؛ إذ مناط الجهد في الدنيا تحقيق الخلود في الآخرة؛ وهو ما لا يتم إلا في رحلة الحياة ببدن سليم وروح نقية وقلب صابر؛ وعليه فإن تجنب العادات السلوكية السيئة مهم في ذاته ولغيره.
وهنا نعرض لأهم 5 عادات سيئة قد تتسبب في وفاة صاحبها:
1- التدخين:
مهلكة للمال، ومفسدة للبدن، ويحمل في ذلك خطيئتين؛ الأولى: عدم صون نِعَم الله تعالى في الصحة والنعيم، والثانية: استدعاء الكلف في إسعاد النفس المأمورة بالانضباط، كما يعد أحد الأسباب الرئيسة للوفيات المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم، ووفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، فإن الأشخاص المدخنين أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة 25 مرة مقارنة بغير المدخنين.
2- التسويف:
وهي عادة ملازمة للفشل والأمراض النفسية، كما أنه مضيع لفرص الحياة السعيدة، وهو يؤول بصاحبه إلى الاكتئاب الذي ينتهي بالانتحار في كثير من الأحيان، فضلاً عن أن بعض الأمور المؤجلة قد تودي بالحياة في ذواتها.
3- إرضاء الآخرين:
وهو أمر ليس مأمور به ولا مقدور عليه، فيه سرف في تحميل النفس ما لا تطيق، وتطلع صاحبه إلى السعي لنيل رضا كل أحد غير ربه، فلو صدق القصد في طلب رضا ربه لكفاه، كما أنه يميل الأشخاص الذين يرضون الناس إلى تجاهل احتياجاتهم الخاصة، والتنازل عما يصلحهم في حيواتهم؛ مما يعرضهم لأمراض عديدة.
4- الأفكار والمشاعر السلبية:
وهي تمامًا مثل السرطان، تنتشر وتتكاثر في نفس وعقل صاحبها حتى تهلكه وتتركه فريسة نفسه، لا قدرة له على الفكاك والنجاة، وهي ذات تأثير مباشر ليس على الصحة النفسية فقط، وإنما على كامل البدن، وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم موقف إيجابي هم أقل عرضة للإصابة بالسرطان.
5- العمل لساعات طويلة:
العمل شيء طيب، وهو قوام الدنيا، ومعاش الناس، ولكنَّ هناك أضراراً طويلة المدى، قد تلحق بالجسم والعقل، بسبب العمل لأكثر من 40 ساعة أسبوعياً، مثل زيادة خطر الوفاة، فإن كان العمل مرغباً فيه من قبل الشارع، فإن الحياة مأمور بالحفاظ عليها وقطع الطرق التي تؤدي إلى إزهاقها وهلاكها، فإذا كان العمل لفترات طويلة يمكن أن يكون مميتاً فليس على المسلم أن يقع فيما فيه حتفه، وقد أظهرت الدراسات أن العمل أكثر من 55 ساعة أسبوعياً، تسبب في وفاة 745 ألف شخص بأمراض القلب والأوعية الدموية حول العالم.