أجبر العدوان الصهيوني الأخير على غزة العريس محمد صرصور (30 عاماً)، من مدينة دير البلح وسط القطاع، على تأجيل مراسم زفافه بعدما قصف الاحتلال شقته التي كان يجهزها لتكون عش الزوجية.
حالة من الصدمة أصابت العريس الذي كان يفترض أن يكون زفافه في 15 يونيو المقبل، بعدما رأى شقته التي قام ببنائها لبنة لبنة أثراً بعد عين ولم يبق فيها شيء.
العريس محمد صرصور
الحال تنطبق على العروس منى بشير التي أعدت نفسها جيداً لهذا اليوم وهي تمنِّي نفسها أن تلبس فستان الفرح الأبيض، إلا أنها انهارت حينما علمت ما حدث لشقتها.
ويروي صرصور الذي يعمل عاملاً في مخبز براتب يومي 30 شيكلاً (8.5 دولارات) لـ«المجتمع» كيف بدأ منذ 7 سنوات يجمع المال من أجل أن يبني شقته كي يتزوج؛ ليأتي صاروخ صهيوني ويدمرها بالكامل.
لم يكن بيت صرصور هو المستهدف، وإنما بيت جيرانه، إلا أن الصواريخ التي أطلقتها طائرات الاحتلال على المنزل المستهدف دمرت حياً بكامله.
وقدّر العريس خسائره المباشرة بأكثر من 4 آلاف دولار، مشيراً إلى أن هناك ديوناً عليه جراء تأثيث البيت من ثمن طقم النوم، وكذلك بقية حساب تشطيب الشقة، وحجز صالة الفرح، وغيرها من الخسائر غير المباشرة التي تقدر بحوالي 2000 دولار.
وأشار إلى أنه حدد موعداً آخر لعرسه وهو 20 يوليو المقبل، معرباً عن أمله أن يتمكن من إتمامه، لكنه يستبعد ذلك لصعوبة الأوضاع المعيشية بعد العدوان، مشيراً إلى أن عائلته الآن مشردة، ولا مأوى لهم بعدما دمر البيت الذي كان يؤويهم.
وتسبب العدوان الصهيوني على قطاع غزة بتشريد أكثر من ألف شخص أصبحوا بلا مأوى بعد تدمير الاحتلال منازلهم، بحسب جواد الأغا، وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان المكلفة بحصر الأضرار.
وأوضح الأغا، في حديثه لـ«المجتمع»، أن العدوان «الإسرائيلي» الأخير على غزة تسبب في تضرر 2700 وحدة سكنية، من بينها 140 وحدة سكنية بشكل جزئي غير قابلة للسكن، و103 وحدات سكنية دمرت بشكل كامل.
كعادته، الاحتلال يسرق الفرح من الفلسطينيين ليكون العريس محمد، وعروسه منى، نموذجين حيين لهذه الغطرسة الصهيونية، إلا أن الشعب الفلسطيني لا تفتّ بعضده هذه الاعتداءات، فحدد العريس موعداً جديداً للعرس بعد أن يعيد ترميم شقته مجدداً.
وتعرض قطاع غزة من الفترة 9- 13 مايو الجاري إلى عدوان صهيوني كبير بدأ باغتيال 3 من قادة الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي «سرايا القدس»، وأسفر عن 33 شهيداً و190 جريحاً ودمار كبير في المباني والمنشآت.