- لماذا يقتصر دور المسجد على الصلاة وتحفيظ القرآن فقط؟ لماذا لا يتسع لدور رياضي كبناء صالة ألعاب؟ وكذلك هل يوجد مانع من بناء دور عرض سينمائية لاستخدامها في خدمة قضايا الدين المختلفة خاصة مع وجود نماذج ناجحة على هذا الطريق؟
– مما يحسن أن يلحق بالمساجد أشياء تشد من أزر المسجد، وتساعده في أداء مهمته التعليمية والتوجيهية والاجتماعية والدعوية، وقد عرفها المسلمون في العصور السابقة، لا سيما في عصور العباسيين والفاطميين والأمويين والمماليك والعثمانيين.. وغيرهم.
من ذلك: المدارس التي ألحقت بالمساجد، وبعض المساجد كان يعتبر جامعة في ذاته، مثل الأزهر في مصر، والزيتونة في تونس، والقرويين في المغرب.
وبعضها ألحقت به مدرسة في رحابه، وكأنها جزء من المسجد، ومن المطلوب في عصرنا مدارس تحفيظ القرآن الكريم.
ومنها: مساكن للطلاب، كما في الأروقة التابعة للأزهر، مثل رواق المغاربة، ورواق الشوام، ورواق الأتراك.. وغيرهم.
ومنها: المكتبة، وكثير من المكتبات الشهيرة اليوم، والحافلة بالمخطوطات الثمينة في مختلف العلوم الإسلامية، هي من مكتبات المساجد، مثل المكتبة السليمانية في مدينة إسطنبول، وهي من ملاحق جامع السلمانية، ومكتبة السلطان أحمد، و”نور عثمانية”، ومكتبة الجامع الأزهر في القاهرة.. وغيرها.
ومنها: الساحات الرياضية، التي تغري الشباب بالصلاة في المسجد، ثم يخرج منه إلى ممارسة هوايته الرياضية في كرة السلة أو الطائرة، أو لعبة من ألعاب القوى أو غيرها.
والكنائس تتاح لها هذه الفرصة في عصرنا، وتمارس فيها ألوان متعددة من الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية والاجتماعية، ولا يتاح للمسلمين في دار الإسلام بعض هذه الأنشطة وا أسفاه!
ومنها: قاعات للاجتماعات المختلفة لتنظيم بعض الأنشطة، التي ذكرناها والإشراف عليها.
ومنها: قاعات المناسبات، وهذه موجودة في القاهرة وغيرها، تابعة لبعض المساجد الكبيرة، إلى غير ذلك مما يتجدد باستمرار ولا يجمد على حال، والمطلوب أن تواكب المساجد تطور المجتمع، ولا تتخلف عنه، بل تواجهه وتوجهه إلى الحق والخير، كما ينبغي أن تكون، والله أعلم.
العدد (1645)، ص57 – 29 صفر 1426ه – 2/4/2005م