- ما حكم الشرع في الهجرة إلى البلدان الغربية لمدة معينة لغرض العمل؟ لأن فرص العمل في الكثير من البلدان العربية ضئيلة جداً، وأحيطكم علماً بأني عزب؟
– إن الهجرة أحياناً تكون مباحة وأحياناً تكون فريضة إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يقيم شعائر دينه في بلده، فهنا جاءت الآية الكريمة: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا) (النساء: 97)، فهذه الهجرة ليست مجرد أمر مباح، بل إن المسلم إذا وجد أرضاً تسعه وتسع دينه ويستطيع أن يحتفظ فيها بدينه على الأقل في الشعائر والأشياء الأساسية يجب عليه أن يهاجر، ولكن على المسلمين الذين يهاجرون إلى هذه البلاد عدة واجبات ليس مجرد أنني أهاجر وانتهى الأمر، هناك للأسف مسلمون هاجروا إلى أستراليا والأرجنتين وأمريكا الشمالية، والجيل الأول ذاب تماماً، ذاب في المجتمع، ومحيت هويته؛ لأنه لم يكن عنده معرفة بالإسلام ولا التزام جيد به، وقد ذهب للرزق وللعيش فقط، وبعضهم تزوج هناك وعاش وانتهى تماماً، هذا لا يجوز.
ولذلك نحن نقول: من يذهب إلى هذه البلاد عليه واجبات خمسة:
1- واجب نحو نفسه.
2- واجب نحو أسرته وأولاده.
3- واجب نحو إخوانه المسلمين.
4- واجب نحو المجتمع الذي يعيش فيه من غير المسلمين.
5- واجب نحو قضايا أمته الكبرى.
وأهم هذه الواجبات هو الواجب الأول؛ أن يحافظ على شخصيته الإسلامية من أن تذوب في هذا المجتمع، وليس معنى هذا أن ينغلق عن المجتمع وينعزل عنه، فهذه آفة أخرى لا نريد للمسلم أن ينعزل وينغلق وينكفئ على ذاته ويترك المجتمع، ولا نريد منه أيضاً أن ينفتح انفتاحاً يذيب شخصيته ويزيل الحواجز تماماً.. لا، نحن نريد تماسكاً دون انغلاق، وانفتاحاً دون ذوبان، هذه هي الوسطية التي نريدها لمن يعيش هناك.
والخلاصة أن العبرة في السفر إلى بلاد الغرب هي الأمن والطمأنينة على الدين، والله أعلم.
العدد (1655)، ص57 – 4 جمادى الأولى 1426ه – 11/6/2005م