مع تسارع التطور التكنولوجي حول العالم، تختلف احتياجات البشرية من وقت إلى آخر، وربما تتراجع قيمة مهنة ما، مقابل علو شأن مهنة أخرى.
الأمر لا يرتبط هنا بالجهد وإتقان العمل، بقدر ما يرتبط بتطورات اجتماعية واقتصادية تفرض نفسها على المجتمعات في عالم بات قرية صغيرة في ظل ثورة اتصالات تأتي كل يوم بالجديد.
من هذه الوظائف «مطور الويب»؛ المعني بإنشاء وتطوير وإدارة مواقع الإنترنت والتطبيقات الرقمية، وهي مهنة عن بُعد، ولا تتطلب شهادة جامعية، بقدر ما تتطلب مهارات فنية وتقنية معينة، تدر على صاحبها أرباحاً كبيرة، وتجعله مطمعاً للشركات والمواقع الإلكترونية، حيث يبلغ الدخل السنوي لهذه المهنة أكثر من 67 ألف دولار، بحسب منصة «سي إن بي سي».
ومع تنامي الاعتماد على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) في إدارة الأعمال حول العالم، تبرز مهنة «خبير الأمن السيبراني»، أو «تقني البرمجة والصيانة»؛ للتصدي للجرائم الإلكترونية، وحماية موقع الشركة أو الصحيفة من محاولات القرصنة (الهاكرز)، وتأمين الحسابات المصرفية والخدمات المالية، بحسب منصة «سياتل تايمز».
ومع التداعيات التي خلفتها جائحة كورونا على مدار عامين، زادت أهمية علماء الطب النفسي، الذين يعالجون الأمراض والاضطرابات النفسية، ويقدمون دعماً نفسياً لمصابي الكوارث، والحروب، فضلاً عن الاستعانة بهم حديثاً في الفرق الكروية، وفي خدمات التأهيل ما بعد الصدمة، ويصل دخل أصحاب هذه المهنة سنوياً إلى أكثر من 73 ألف دولار، وفق منصة «إنسايدر».
ومن المتوقع زيادة الطلب على خبراء الأوبئة للبحث في أسباب ظهور الفيروسات ووسائل مكافحتها والحد من آثارها، خاصة بعد الخسائر الاقتصادية الفادحة التي سببها فيروس «كوفيد-19»، الذي أودى بحياة أكثر من 20 مليون شخص حول العالم.
وينضم إلى الأطباء النفسيين، وخبراء الأوبئة، اختصاصيو العلاج الطبيعي، مع تزايد الإصابة بالأمراض العضلية وآلام العمود الفقري، والحاجة إلى هذا التخصص في إعادة تأهيل مصابي الحوادث وأصحاب الإعاقات، وهي مهنة ضرورية في مراكز التأهيل، وعلى أصحابها طلب مرتفع في دول عدة، بدخل يقترب من 50 ألف دولار سنوياً.
ويبرز كذلك «كتَّاب المحتوى»، المختصون في كتابة المقالات والأغاني، والبرامج المتلفزة، وتغذية مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الفيديو مثل «يوتيوب» وغيرها بمحتويات رائجة، وهؤلاء يعملون في الأغلب لحسابهم الخاص بدخل سنوي يبلغ نحو 59 ألف دولار، وفق منصة «إنديد» التي تعد واحدة من أكبر منصات التوظيف في العالم.
وهناك «اختصاصي التغذية» مع انتشار ثقافة النحافة والرشاقة والعناية بالجسد، ولهم قنوات وبرامج خاصة على الفضائيات، وعيادات طبية تقدم خدمات التخسيس وبرامج الحمية والتغذية، ويحظون بإقبال كبير، يوفر لهم راتباً سنوياً يصل إلى نحو 40 ألف دولار.
أما «محلل البيانات»، الذي يقوم بإنشاء استطلاعات الرأي، واستخلاص النتائج، فقد بات عنصراً رئيساً في الشركات والأندية، وباتت تقاريره عاملاً حاسماً في قرارات جوهرية، خاصة في مجالات البيع والتسويق، والدعاية والإعلان، وهي مهنة لها كليات متخصصة، وعليها طلب متزايد، كونها توفر 84 ألف دولار سنوياً.
ومن المؤكد استمرار الطلب على مهن الطب والهندسة والقانون والتمريض والحاسب الآلي، ومنسقي البيئة والتجميل، ومدربي الألعاب الإلكترونية، وفنيي الهواتف الذكية، والطائرات المسيرة، والسيارات الكهربائية، والطاقة الخضراء، وصناعة الترفيه.