سُئل فضيلة العلاَّمة د. يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، من قِبَل المؤسسة الخيرية لدعم مراكز مرضى السرطان بالجمهورية اليمنية عن حكم إخراج الزكاة لصالح علاج مرضى السرطان.
فأفتى بجواز ذلك إن كانوا فقراء لا يستطيعون العلاج على نفقتهم الخاصة، فقال: لا شك في مشروعية إعطاء الزكاة لصالح علاج مرضى السرطان إذا كانوا من الفقراء ومحدودي الدخل الذين لا يقدرون على نفقات العلاج الباهظة، وقد قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 60).
فهؤلاء المرضى من محدودي الدخل يدخلون في المصرف الأول والثاني للزكاة، وهم الفقراء والمساكين، وكما أن الفقراء والمساكين يحتاجون إلى المطعم والمشرب والملبس والمسكن، كذلك يحتاجون إلى العلاج من الأمراض، ولا سيما الأمراض الخطيرة والمؤلمة مثل السرطان.
وكما يجوز إعطاء الزكاة للمرضى أنفسهم ليدفعوا نفقات العلاج، يجوز إعطاء المؤسسات الخيرية التي تنوب عنهم في توفير المراكز الوسائل الطبية التي تيسر لهم العلاج المطلوب.
وإذا نظرنا إلى الأمر بالنظر إلى الأمة، وتوجيه الإسلام لها أن تكون أمة سليمة الجسم، قوية قادرة على تحمل أعباء الدفاع عن نفسها؛ ممكن أن يعتبر هذا الإعطاء من مصرف “في سبيل الله”؛ لأنه من المعينات على أن تكون أمة قادرة على الجهاد.
العدد (1778)، ص47 – 14 ذو القعدة 1428ه – 24/11/2007م