من أشهر القصائد الفلسطينية التي تجسد معاناة النازحين والمهجرين من العوائل الفلسطينية، وقد كتبها الشاعر الكبير إبراهيم طوقان عن قصة فدائي فلسطيني حاول اغتيال مسؤول بريطاني كبير ومهم؛ وهو هربرت صمويل، أول مندوب سامٍ بريطاني عن فلسطين، وقد كان معروفاً عنه معاداته العرب وتبسطه مع غيرهم، ولما نفذ الشاب مهمته استحضر الشاعر الكبير إبراهيم طوقان عذابات التغريب وخطورته، فأنشأ يقول:
لا تَسلْ عن سلامتِهْ
روحه فوق راحتِهْ
بدَّلَتْهُ همومُهُ
كفناً من وسادِتهْ
يَرقبُ الساعةَ التي
بعدَها هولُ ساعتِهْ
شاغلٌ فكرَ مَنْ يراهُ
بإطراقِ هامتِهْ
بيْنَ جنبيْهِ خافقٌ
يتلظَّى بغايتهْ
من رأى فَحْمةَ الدُّجى
أُضْرِمَتْ من شرارتِهْ
حَمَّلَتْهُ جهنَّمٌ
طَرفَاً من رسالتِه
هو بالباب واقفُ
والرًّدى منه خائفُ
فاهدئي يا عواصفُ
خجلاً من جرأتِهْ
***
صامتٌ لوْ تكلَّما
لَفَظَ النَّارَ والدِّما
قُلْ لمن عاب صمتَهُ
خُلِقَ الحزمُ أبكما
وأخو الحزم لم تزل
يدُهُ تسْبِقُ الفما
لا تلوموه قد رأى
منْهجَ الحقِّ مُظلما
وبلاداً أحبَّها
ركنُها قد تهدًّما
وخصوماً ببغْيِهمْ
ضجَّت الأَرضُ والسما
مرَّ حينٌ فكاد يق
تُلهُ اليأْسُ إنَّما
***
هو بالباب واقفُ
والرَّدى منه خائفُ
فاهدئي يا عواصفُ
خجلاً مِن جرأتِهْ