في مقدونيا الشمالية، كما هي الحال في العديد من البلدان، تعتبر أشهر الصيف الوقت الأمثل لإقامة حفلات الزفاف، خاصة يوليو وأغسطس، وذلك أن في هذين الشهرين يعود المواطنون المغتربون من خارج البلاد لقضاء العطلة الصيفية، بحكم أن الكثيرين من سكان مقدونيا الشمالية يعملون في الغرب.
الخِطبة
تمتلك مقدونيا الشمالية عددًا من العادات التي تم تطويرها مؤخرًا، وغالبًا ما يتم استعارتها من ثقافات أخرى.
كانت الخِطبة تتم عن طريق الوسيط؛ أي أن عائلة الشاب ترسل شخصاً إلى عائلة الفتاة وتطلبها لابنها، وإذا وافقت العائلة بعد موافقة البنت بالعرض؛ يعود الوسيط ويخبر عائلة العريس، وبعد ذلك تأتي عائلة الشاب إلى بيت الفتاة ويقدمون الهدايا ويعلنون الخِطبة.
وفي الوقت الحاضر، ومع اتساع المجالات، ربما يتعرف الشاب والفتاة في العمل، ويتم إخبار الأسرتين ويتم اللقاء بين عائلتيهما في بيت عائلة الفتاة ويتم إعلان الخِطبة، يتبعها حفل غنائي ووليمة طعام.
عادة ما تستمر مرحلة الخِطبة سنة، وخلال هذه المرحلة ترسل عائلة الشاب هدايا إلى مخطوبته، وأسبوع قبل الزواج ترسل الأغراض التي أعدت للعروس عن طريق والد الشاب ومجموعة من عائلته وعائلة زوجته؛ أي أم العريس، وتقام وليمة طعام في بيت العروس أو في إحدى القاعات للحفلات، وفي اليوم نفسه يتم عقد النكاح الشرعي حيث يحضر الإمام في مثل هذه الوليمة، ويتم النكاح من ولي الشاب وولي الفتاة والشهود، هكذا تبدأ وتنتهي الخطبة غالباً.
لكن في الآونة الأخيرة بسبب التغييرات الكبيرة التي حصلت في مختلف المجالات، يتم عقد النكاح الشرعي بعد الخِطبة مباشرة، ويتم في المسجد؛ حيث يحضر الشاب والفتاة وعائلتاهما والشهود، ويقوم الإمام بتلاوة بعض من آيات القرآن ويعطي بعض النصائح للزوجين ليحافظا على الاستقرار والسعادة في زواجهما ويختم بدعاء.
الزواج
ومن التقاليد المهمة أثناء التحضير للزواج أن تكون للزوجة وصيفة، وللزوج وصيف، وهما مسؤولان عن تحضير الزوجين لهذه المناسبة، وإخبارهما بالعادات المتبعة بمناسبة وصول العريس.
ليلة الحناء
ليلة الحناء هي من عادات وتقاليد الزواج في مقدونيا الشمالية التي تحدث في منزل العروس قبل يوم أو يومين من الزفاف، ولا يحضرها سوى النساء.
في هذا الحدث، ترتدي العروس نوعًا خاصًا جدًا من الفستان الأحمر أو العباءة، يجب أن يتم تحضير الحناء من قبل امرأة متزوجة سعيدة، ويتم وضع عملة معدنية في خليط الصبغة، التي ستظهر أهميتها لاحقًا.
بمجرد أن تصبح الحنة جاهزة، تجلس العروس في المنتصف على كرسي مع حجاب فوق رأسها، الذي عادة ما يكون أحمر أيضًا، وهو لون يُعتقد أنه يمثل الحب والانتماء، يبدأ الحفل بقيادة السيدة العجوز الإناث الأصغر سناً في احتفال يضعن فيه الشموع في أطباق نحاسية مملوءة بالحناء ويتجولن حول العروس يغنين أغاني الزفاف التقليدية.
القصد من ذلك هو جعل العروس تبكي، وأغنية الدموع التقليدية، وهي أغنية عن الشوق إلى الأسرة والمدينة عادة ما تحرك المشاعر.
وتقوم العائلة بتقديم الطعام للضيوف الموجودين في هذه الليلة وهي كلها نساء.
يوم حفل الزفاف
ومن عادات الزواج رفع العلم على باب الدخول في بيت العريس.
وكان في الماضي من بين أشهر عادات وتقاليد الزواج والأكثر إثارة نقل العروس من منزل عائلتها إلى منزلها الجديد على حصان مع موكب مفعم بالحيوية ويلوح بالعلم الألباني، ولكن منذ مدة طويلة يتم نقل العروس إلى بيت الزوج عن طريق السيارات، وتزين السيارات التابعة لموكب نقل العروس إلى بيت الزوج، وتتزين سيارة العروس خاصة، وهي تكون الأخيرة في الموكب، وكذلك تصل الأخيرة في البيت.
والجدير بالذكر أنه كلما زاد عدد السيارات زاد التفاخر بالعرس، وهي من العادات المهمة جداً لديهم، وعادة يذهبون من طريق ويعودون من طريق آخر غير الأول.
ثم بعد ذلك، عادة الساعة الخامسة بعد الظهر يذهبون إلى قاعة الاحتفال حيث الحضور من الأهل والأصدقاء ويغنون ويرقصون ويقدمون الطعام للضيوف الحاضرين، وينتهي الفرح عادة عند الساعة الحادية عشرة مساءً وقد يطول أكثر.