يعد الأسير وليد الدقة (60 عاماً) أحد أبرز كُتّاب الحركة الفلسطينية الأسيرة ومفكّريها، من مدينة باقة الغربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وفي 25 مارس 1986، اعتقلته سلطات الاحتلال بتهمة الانتماء إلى الجبهـة الشعبـيـة لتحـرير فلسـطين وانتسابه إلى خلية فدائية عملت بهدف تحرير أسرى فلسطينيين، بالإضافة إلى حيازة أسلحة ومتفجرات بطريقة غير قانونية، بحسب التصنيف «الإسرائيلي»، واتهامه بالقيام بأعمال فدائية داخل الخط الأخضر.
حُكم على دقة بالسجن المؤبد (مدى الحياة) في البداية، ولاحقاً، تم تحديده عام 2012 بالسجن 37 عاماً، أمضاها كاملة.
في عام 2018، أصدرت المحكمة المركزية في بئر السبع قراراً يقضي بإضافة سنتين إضافيتين إلى حُكم الأسير وليد دقة، بادّعاء ضلوعه في إدخال هواتف نقالة للأسرى، وهو ما يعني تمديد الإفراج عنه إلى عام 2025.
تزوج دقة، في الأسر، عام 1999 في سجن عسقلان، ولم تتح له القوانين العنصرية لدولة الاحتلال فرصة الإنجاب رغم كل الالتماسات بهذا الصدد، إلى أن رُزق بطفلة في عام 2020، عبر النطف المهربة.
وفي 22 مايو 2023، تم نقل الأسير المريض وليد دقة، بشكل عاجل إلى مستشفى «أساف هروفيه» داخل أراضي الـ48 جراء معاناته من مضاعفات عملية الاستئصال في رئته اليمنى، وذلك بسبب الاختناق التنفسي الشديد جدًّا والتلوث، وبعدها بثلاثة أيام أعيد إلى عيادة سجن الرملة.
وتحمّل عائلة الأسير وليد دقة سلطة السجون المسؤولية التامة عن حياته في ظل عدم توفر أي بيئة علاجية لمرض السرطان النادر الذي يعاني منه.
تعذيب ممنهج
وذكر رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى عبدالناصر فروانة أن الأسير وليد دقة لم يكن يعاني أمراضًا خطيرة، لكنه أصيب بالسرطان بعد تعذيب ممنهج ومدروس في سجون الاحتلال.
وأشار إلى أنه تعرض خلال فترة سجنه لصنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي، ولأشكال كثيرة من القهر والحرمان والتمييز العنصري، وتنقّل خلال سنوات سجنه الطويلة بين جدران سجون متعددة.
أبرز مفكري الحركة الأسيرة
وقال فروانة: إن الأسير وليد دقة برز على مدار سنوات أسره الطويلة مناضلاً سياسياً وكاتباً متميزاً ومثقفاً ومفكراً وقائداً محنّكاً ومؤثراً، وإنه يُعتبر أحد أبرز مفكري ومثقفي الحركة الأسيرة، وواحدًا من أبرز الأسرى الذين أبدعوا في كتاباتهم عن الحالة الفلسطينية.
واصل دقة تعليمه، فأنهى دراسته الجامعية في السجن، وحصل على درجة الماجستير في الديمقراطية السياسية، من خلال الانتساب عن بُعد إلى الجامعة العبرية المفتوحة، كأحد إنجازات إضراب عام 1992، وقبل أن توقفه إدارة السجون، ولكن الوعي والتأثير الفكري –كما يقول دقة- تصنعه أطر أوسع من الجامعة، أو المدرسة والأسرة.
وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال، أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات، وساهم معرفياً في فهم تجربة السجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره: «الزمن الموازي»، و«يوميات المقاومة في مخيم جنين»، و«صهر الوعي»، و«حكاية سرّ الزيت».
ويبلغ عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال 700، منهم 24 يعانون من الإصابة بالسرطان والأورام بدرجات متفاوتة.