- هل يجوز ما نراه في بعض المساجد من نقر صلاة التراويح وعدم الاهتمام بها والتعجل فيها، أم الواجب الخشوع؛ لأن الموضوع بالكيف وليس بالكم؟
– ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”، فالله سبحانه وتعالى شرع في رمضان في نهاره الصيام، وشرع على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في ليله القيام، وجعل هذا القيام سبباً للتطهر من الذنوب والخطايا.. ولكن القيام الذي تغفر به الذنوب وتغسل فيه الأدناس، هو الذي يؤديه المسلم كاملاً بشروطه وأركانه وآدابه وحدوده، وقد علمنا أن الطمأنينة ركن من أركان الصلاة كقراءة “الفاتحة” وكالركوع وكالسجود.. فإن النبي صلى الله عليه وسلم حينما أساء بعض الناس الصلاة أمامه ولم يؤد لها حقها من الاطمئنان، قال له: “ارجع فصلِّ، فإنك لم تصلِّ”، ثم علَّمه كيف تكون الصلاة المقبولة، فقال له: “اركع حتى تطمئن راكعاً، واعتدل حتى تطمئن قائماً، واسجد حتى تطمئن ساجداً، واجلس بين السجدتين حتى تطمئن جالساً..” (رواه الشيخان وأصحاب السنن من حديث أبي هريرة).
فالطمأنينة في جميع هذه الأركان شرط لا بد منه، وحد الطمأنينة المشروطة قد اختلف فيه العلماء، فمنهم من جعل أدناه أن يكون مقدار تسبيحه كأن يقول: “سبحان ربي الأعلى” مثلاً، وبعضهم كالإمام شيخ الإسلام ابن تيمية اشترط أن يكون مقدار الطمأنينة في الركوع والسجود نحو ثلاث تسبيحات، فقد جاء في السُّنة أن التسبيح ثلاث، وذلك أدناه فلا بد أن تطمئن بمقدار ثلاث تسبيحات، ويقول الله عز وجل: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون:1-2).
العدد (2014)، ص44 – 16 رمضان 1433ه – 4/8/2012م