- متى تكون صلاة الخوف؟ وما كيفيتها؟
– المحافظة على الصلوات بأركانها، وركوعها، وسجودها وقبلتها وشروطها كلها، هذا أمر واجب إلا في حال الخوف، حيث يواجه المسلمون العدو، في هذه الحال هل تسقط الصلاة عن المسلم المقاتل؟ لا، لا تسقط الصلاة، وإنما يصلي حيث استطاع، راجلاً أو راكباً، ماشياً على رجليه أو راكباً فرسه، أو دبابته، أو مصفحته؛ (فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً) (البقرة: 239)؛ أي: صلوا كيف استطعتم، لو كنتم تقاتلون بالسيوف، صلوا بالإيماء، إشارة بالرأس، أو بالحواجب، وأدوا أعمال الصلاة وأقوالها باللسان إن استطعتم، أو استحضروها في قلوبكم ولا تتركوا الصلاة.. وهناك صلاة أخرى إذا كان الخوف أقل من ذلك، يصلون جماعة خلف إمام واحد حرصاً على صلاة الجماعة ووحدتها وأهميتها، وهذا ما جاء في سورة “النساء”، حيث قال الله تعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم: (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً) (النساء: 102).
المهم أن صلاة الخوف في هذه الصورة هي أن يبقى المصلون حريصين على صلاة الجماعة مع الإمام، ولا يتركوها، حتى مع حالة الحرب، وحالة الخوف، فالصلاة ليست شيئاً معوقاً ولا معطلاً، وإنما هي شحنة روحية للمحارب تمده بروح القوة، وبقوة الروح، ومدد لعزيمته، يستطيع بها أن يجابه الأعداء، وأن يقف فيثبت كالليث، ويرسخ كالجبل الأشم، فلا يتزعزع، ولا يتزلزل.
هذه هي صلاة الخوف، ومنها نأخذ درسين أو عبرتين بالغتين:
الأولى: هي الحرص على الصلاة في أي موضع وعلى أي حال.
والثانية: هي الحرص على صلاة الجماعة.
العدد (2048)، ص57 – 3 جمادى الآخرة 1434ه – 13/4/2013م