- ذهب ليقاتل في الأرض المقدسة، فكتب الله له أن يقتل في أرض المعركة، هل يعد شهيداً؟ وهل يغفر له ذنوبه التي ارتكبها من قبل؛ كالتقصير في بعض الفرائض، أو اقتراف بعض المحرمات؟
– كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ولم يعرف برِدة عن الإسلام، من مثل استهزاء بعقيدة، أو إنكار فريضة، أو استحلال محرم مقطوع به، أو استخفاف بشريعة مجمع عليها.. إذا قتل في المعركة بين المسلمين واليهود الكفار؛ شهيد من شهداء المسلمين، تجري عليه كل أحكام الشهداء، فلا يُغسَّل ولا يُكفَّن، ويُدفن في ثيابه التي قُتل فيها، لتظل آثار الدماء والجراح شاهدة له يوم القيامة.
أما هل يعد قتاله وقتله في سبيل الله أم لا؟ فهذا أمر مرجعه إلى النيات والبواعث التي هي أساس تقويم الأعمال كلها في الإسلام.
وأما الذنوب التي ارتكبها الشهيد من قبل فهي قسمان:
1- ذنوب تتعلق بحقوق مالية؛ كغصب أو سرقة أو ديون وودائع ونحوها، فهذه لا تكفّرها الشهادة؛ لأنها من حقوق أفراد العباد.
2- وأما الذنوب التي بين العبد وربه؛ كشرب الخمر، وترك الصلاة، والصيام ونحوها من غير جحود ولا استخفاف، فالنصوص ناطقة بأن الله تعالى يغفرها للشهيد، ويطهره من آثارها بفضله ورحمته، فقد جاء في أكثر من حديث: “أن الشهيد يغفر له في أول دفقة من دمه”، بل جاء في أكثر من حديث: “أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته”، فكل ذنب لم يصل إلى درجة الردة أو النفاق –والعياذ بالله– يدخل في دائرة المغفرة التي أكرم الله بها الشهداء.
العدد (2054)، ص59 – 15 رجب 1434ه – 25/5/2013م