في الفترة ما بين 24-26/4/1984م، وضمن أسبوع الصحوة الإسلامية الذي تنظمه لجنة التنسيق بكلية الآداب وجمعية الهندسة والبترول في جامعة الكويت، ألقيت سلسلة من المحاضرات سلطت الأضواء على واقع هذه الصحوة والمعوقات التي تقف في طريقها والأبعاد المستقبلية لها، وكان على رأس الحضور فضيلة الإمام د. يوسف القرضاوي، وقد أدار الندوة د. إبراهيم الرفاعي.
وفي اليوم الثالث، ألقى فضيلة د. يوسف القرضاوي كلمة ركز فيها على طبيعة هذه الصحوة وصراعها مع أعداء هذا الدين المتنوعين، وقد بدأ د. القرضاوي حديثه بقوله:
إن الحديث عن الصحوة الإسلامية حديث الساعة وحديث الحاضر والمستقبل، وأضاف بأنه لا بد أن يكون للصحوة في واقع المسلمين دور كبير، وذلك بأن تعود بالمسلمين إلى الإسلام الصحيح، وأن يكون الإسلام واقعاً حياً، وأن يزول التناقض بين العقيدة والسلوك، ثم عرَّف د. القرضاوي الصحوة وتحدث عن حقيقتها وطبيعتها، واستعرض تاريخ الدعوة الإسلامية التي جمعت العرب بعد أن كانوا أشتاتاً متفرقين حتى الخلافة العثمانية، وكان لذلك التجمع الواحد حول دولة الإسلام أكبر الأثر في تماسك الأمة وحصانتها وعدم قدرة العدو على اختراق صفوفها.
واستنبط د. القرضاوي حقائق عديدة من استعراضه لوحدة المسلمين واعتصامهم بالإسلام، وأن الله سبحانه وتعالى يرسل الدعاة ليجددوا عزم الأمة ويخرجوها من الظلمات إلى النور، وقد قام الدعاة في كل عصر يجددون الإسلام كاملاً بلا تجزئة بعد أن جزأه الناس وابتدعوا ما ابتدعوا.
واستعرض د. القرضاوي جهود بعض الدعاة الذين نفخوا وهزموا روح اليأس في هذا العصر بعد هزائم الأمة السياسية والعسكرية، وكان لهؤلاء أثرهم في النفوس، ولكن أعداء الإسلام كانوا لهم بالمرصاد لم يتركوا دعاة الإسلام يقومون بواجبهم، واعتبر القرضاوي هؤلاء الأعداء بأنهم أجراء الشيطان، لأنهم يريدون إيقاع المسلمين في المحن الدائمة، ولكن شاء الله سبحانه أن تكون المحن الأخيرة وقوداً يغذي شباب الدعوة الإسلامية وأن تكون مصدر قوة للشباب، قال تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) (الأحزاب: 22).
_____________________________________________________________
العدد (669)، 30 رجب 1404هـ/ 1 مايو 1984م، ص12-13.