تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح، تم افتتاح اجتماع الجمعية العامة للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في تمام الساعة التاسعة من صباح الخميس 4 شعبان 1407هـ/ 2 أبريل 1987م، حضر نيابة عن سمو الأمير السيد خالد الجسار، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وقد اشتملت الجلسة الافتتاحية التي حضرها بعض الوزراء والمسؤولين في الدولة على:
1- القرآن الكريم.
2- كلمة وزير الأوقاف ممثل سمو الأمير.
3- كلمة رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
4- كلمة ممثل الوفود فضيلة الشيخ د. يوسف القرضاوي.
وقال ممثل الوفود فضيلة الشيخ د. يوسف القرضاوي في كلمته:
إن هذا اليوم يعتبر من أيام الله لا بغي فيه ولا فخر، إذا تحدثت فإنما أتحدث من منطلق الفرح، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، كانت فكرة وكان أملاً، بل كان حلماً.
كنت أستبعده أول الأمر حينما وقفت منذ 6 سنوات في جامعة الملك عبد العزيز أتحدث عن أحوال المسلمين، وعما يبيته خصوم الإسلام من مكايد لهذه الأمة، وعن مؤتمر كولورادو الذي رصد ألف مليون دولار لتنصير المسلمين في العالم، ونشر ذلك في كتاب وليس كلاماً يقال بالسراديب، كنت أقول هذا وأقول لإخواني: لماذا لا نرصد ألف مليون لحماية المسلمين في العالم.
وقال د. القرضاوي: إننا لا نلوم الآخرين على نشر دينهم، ولكن نلوم أنفسنا على التقاعس عن نشر ديننا، ولماذا لا نرصد ألف مليون دولار؟ والمسلمون في العالم أكثر من ألف مليون؛ فلو أن كل واحد دفع دولاراً واحداً لجمعنا الألف مليون، والمشكلة أننا لا نجد للمسلمين قيادة، وحينما قلت: من لنا؟ ومن ينادي الناس؟ اجتمع بعد المحاضرة عدد من الإخوة الأفاضل وقالوا: لماذا لا تتولى أنت الدعوة إلى هذا الأمر؟ هل ننتظر خليفة أو بابا؟! قلت: بأي صفة؟ قالوا: ادعُ بصفتك الإسلامية وبصفتك العلمية؛ وستجد الإجابة إن شاء الله، وفعلاً التزمت بهذا ولم أذهب إلى مكان إلا ودعوت فيه إلى هذا الأمر، وشاء الله أن نجتمع بالكويت منذ خمس سنوات، وعقد في 17 رمضان 1404هـ الاجتماع التحضيري الأول للهيئة، حيث رأينا الآن الهيئة تقوم بحمد الله وتحضر قانونها ونظامها الأساسي، ونحتفل اليوم رسمياً على الصعيد القانوني بمولدها، والحمد لله المسلمون إلى خير، لا نقول الضعف في القيادة، فالقيادة الآن موجودة والحمد لله، الذين يحضرون اليوم يمثلون قيادات العالم الإسلامي، فالمسؤولية مسؤوليتهم.
انتقلنا من دور الشكوى والتباكي إلى دور العمل الجماعي المنظم.
كنا نقول دائماً: إننا أسرى مخططات تخطط لنا وتكيد لنا بالليل والنهار، فاليهودية العالمية والصليبية الغربية والشرقية والشيوعية الدولية والوثنية والماسونية.. ولكن هل هذا عبء؟ وتساءل: لماذا يخطط أعداؤنا لنا ولا نخطط لأنفسنا؟ آن لنا لنخطط لأنفسنا بقيام هذه الهيئة الرائدة.
______________________________________________________________
العدد (812)، 9 شعبان 1407هـ/ 7 أبريل 1987م، ص14-17.