تحدث فضيلة د. يوسف القرضاوي، في هذه الندوة فأشار إلى أن المسلمين الآن يغلب على معيشتهم نمط التقليد العام في الفكر والحركة والفقه والدعوة، ولا يكادون يخرجون عما لاقوه، وإذا حاول أحد أن يخرج عن هذا الإطار يصبح متمرداً، فهذا واقع موجود ويلقي بالظلال على الشباب، والتجديد مطلوب على كافة الأصعدة، وهو مطلب مشروع؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها”، وليس فكرها فقط، بل تجديد الدين في الفهم له والدعوة إليه والعمل به.
وأشار د. القرضاوي إلى أن المسلمين متميزون؛ لهم عقيدة متميزة ومصادر محددة وأهداف معلومة، والقرآن يحض المسلمين على أن يذكروا مواضع الاتفاق والتركيز على النقاط المشتركة، لكن التساؤل: كيف نريد أن نوحد العالم، والمسلمون يتقاتلون فيما بينهم؟ فالتيارات الإسلامية تختلف فيما بينها، فعلى سبيل المثال؛ فإن عدداً كثيراً من الكتب يطبع للسب في الإمام العسقلاني، والنووي، وحسن البنا، وسيد قطب، والغزالي، والقرضاوي.. وغيرهم، ولم يتركوا أحداً من السابقين أو اللاحقين، الأحياء أو الأموات إلا وهاجموه، نحن بحاجة إلى عمل كبير وطويل حتى نستطيع أن نصحح الأفكار ونقرب الناس، ونمد جسوراً للحوار بين المسلمين أنفسهم ثم ننتقل إلى من بعدنا.
_________________________________________________________________
العدد (1090)، ص 34-36 – بتاريخ: 19 رمضان 1414هـ – 1 مارس 1994م.