جاء حديث الداعية الإسلامي الكبير د. يوسف القرضاوي، الذي أكد قائلاً: كنا في الماضي القريب في مرحلة صحوة، ولكن جاءت الضربات على مستوى هذه الصحوة، حتى إننا سمعنا أن رئيس وزراء “إسرائيل” طلب في اجتماع حاشد استئصال الأصوليين؛ فصفق له الحاضرون ومنهم مسلمون، ومع ذلك ما زلنا نعتقد أن الإسلام منتصر، ولدينا المبشرات بذلك من كتاب الله؛ (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف: 9)، ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار..”، إننا واثقون بأن النصر لا بد منه؛ لأن الإسلام قوته من ذاته، إننا نريد أن نوعّي الدعاة بمحاولة جمع قوة الأمة وتجنيبها أسباب الخلاف، آخذين بالقول المأثور: “نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه”.
وأشار القرضاوي إلى أن أعداءنا يتجمعون ضدنا في كل مجالات الحياة، ونحن نزداد كل يوم فرقة، إننا في حاجة للتأكيد على فقه الأولويات، كما أننا بحاجة إلى وعي ما يطلبه منا الإسلام، إن علينا واجباً للإسلام، وواجباً للدعوة، وإذا انفض جمعنا فمن واجبنا أن نحمل هموم هذه الأمة، إننا نواجه محناً كثيرة في عالمنا الإسلامي، ولا ملجأ لنا إلا الله، ولا قوة لنا إلا بالتلاحم وجمع الشتات، ومن واجبنا أن نخطط لأن الإسلام يدعونا للتخطيط.
العدد (1145)، ص10-11 – بتاريخ: 11 ذو القعدة 1415ه – 11/4/1995م.