هذه الأبيات الشعرية يصف فيها ابن قيم الجوزية، رحمه الله، حال الحجيج ووقوفهم في الحرم، وأدائهم للمناسك، وغزارة الدمع، ورجاء المغفرة، والصدق في الطلب، ومع الحشود البشرية الهائلة يشبه ابن القيم هذا المشهد بيوم القيامة؛ حيث تتعلق القلوب والأبصار بالله تعالى، وقد انكشفت أمامها الحقائق وزالت كل غشاوة وتجردت المفاتن وبان عوار الدنيا وعطبها.
إلا أن ذلك المشهد هو رحمة من الله تعالى، فالله سبحانه يباهي ملائكته بعباده الذين أتوه شعثاً غبراً يرجون رحمته ويخافون عذابه، فلا ينتهي المشهد وإلا وقد غفر الله تعالى لهم وأثابهم وأرضاهم وبارك في أعمالهم، وفي هذا يقول ابن القيم: