دعا العلاَّمة د. يوسف القرضاوي الجامعات والمدارس الإسلامية في الهند إلى إيجاد الداعية المسلم المعاصر، الداعية الذي ينظر إلى الإسلام وأصوله ومصادره بعين، وينظر إلى العصر وتياراته ومشكلاته بالعين الأخرى، وهكذا يجمع بين الأصالة والمعاصرة.
وقال، في حديثه أمام أساتذة وطلاب وضيوف الندوة التي عقدت مؤخراً في نيودلهي: “وأنتم تعيشون في مجتمع كهذا، لا بد لكم أن تدركوا تحديات زمانكم ومكانكم، هناك تحديات كبرى، نريد أن نصحح فهم المسلمين للإسلام، فبعضهم قدَّموا ما لا يستحق التقديم، وأخَّروا ما لا يستحق التأخير، وعظَّموا الهيّن وهوَّنوا العظيم”.
وشدد على أهمية أن يعي المسلم مشكلات مجتمعه وخصوصاً في مجتمع كالمجتمع الهندي، وقال: “هذا المجتمع المسلم مهدد بالزوال، مهدد بالفناء أمام تلك المخططات الرهيبة التي يواجهها المسلمون، تلك المخططات التي تريد إبادة المسلمين؛ ثقافياً وحضارياً ومعنوياً، ثم إبادتهم مادياً، فالقوم حددوا الهدف وقدَّروا المراحل، وقد بدأت الخطة تظهر آثارها، وآن الأوان أن يعمل الدعاة الأصلاء على توحيد الأمة وإشعارها بالخطر المحدق بها، آن الأوان أن يضع كل أخ بيد أخيه، آن الأوان أن نتناسى خلافاتنا أمام هذا الشر المستطير”.
هذا، وقد ألقى العلاَّمة د. يوسف القرضاوي على جمهور وطلاب ندوة العلماء عدداً من المحاضرات والأمسيات؛ كمحاضرته عن “معالم وضوابط في فهم القرآن الكريم”، و”معالم وضوابط في فهم السُّنة النبوية”، وتحدث عن “الداعية المسلم وتحديات العصر”، وعقدت أمسية شعرية تكريمية لفضيلته من قبل رابطة الأدب الإسلامي– مكتب شبه القارة الهندية، وزار د. القرضاوي عدداً من المدارس والجمعيات الدينية.
وقد علَّق الشيخ العلاَّمة أبو الحسن الندوي على زيارة د. يوسف القرضاوي قائلاً: “إن هذه الكلمات الخارجة من القلب، وهذه الوصايا المثيرة المحفزة، ستبقى نوراً لنا على الدرب”.
جدير بالذكر أن د. يوسف القرضاوي مكث في الهند أسبوعين، زار خلالها العاصمة الهندية، وبمومباي، ولكنو، وراي بريلي (موطن الشيخ الندوي)، وكان صدى هذه الزيارة على كل لسان.
____________________________________________________________
العدد (1224)، ص18 – 5 رمضان 1417هـ – 14/1/1997م.