تحدث الشيخ يوسف القرضاوي إلى الحاضرين عبر أثير التليفون يهيب بالمصريين والعرب أن يهبوا للتبرع لإخوانهم، وألا يناموا وهم شبعى وجيرانهم في فلسطين جوعى كما أمرنا الحديث الشريف، بل ويذكرهم أن هذا ليس تبرعاً بل واجباً، وأن الزكاة نفسها والأوقاف باتت واجبة لهؤلاء المحاصرين الآن.
وقبل أن تبدأ “حملة المليار لفك الحصار”، يفاجئ مذيع الحفل الحاضرين بسخاء الحضور قبل الموعد المقرر بتبرع البعض بمليون جنيه، ثم يصل المبلغ إلى مليون و700 ألف جنيه بعد 35 دقيقة، ويرتفع إلى مليونين و354 ألف جنيه بعد 40 دقيقة من البداية، ثم ثلاثة ملايين و630 ألف جنيه بعد ساعة وثلث من بداية الاحتفالية، حتى بلغت خمسة ملايين و300 ألف جنيه في نهاية الحفل، ثم ارتفعت إلى 7 ملايين جنيه (حوالي مليون وربع المليون دولار) في نهاية الأمر؛ أي أكثر من المستهدف من مصر كلها باستثناء 100 ألف دولار (حوالي 573 مليون جنيه) من هيئة الإغاثة الإسلامية السعودية، غير حوالي كيلو ذهب وتبرعات عينية أخرى!
وما بين تسارع رجال أعمال مصريين وفتيات صغيرات وشباب على التبرع ضمن كوكبة من رجال الفكر والسياسة ونواب البرلمان مثل د. أحمد العسال، وفهمي هويدي، ود. زغلول النجار، ود. عبد الوهاب المسيري، كانت خطبة الشيخ القرضاوي هاتفياً مؤثرة وهو يحث فيها على جود المصريين والعرب بمالهم لأنه “ليس تبرعاً ولكنه فرض علينا”.
وأضاف د. يوسف القرضاوي، مستحثاً الحاضرين على التبرع قائلاً: اليهود عرفوا بأنهم عباد الذهب وأبخل الناس، ومع هذا فهم لا يبخلون بالمال لنصرة قضيتهم، فكيف بنا نحن؟! أفلا نبذل نحن الأموال وإخواننا بذلوا الدم والأرواح؟!
وقال: إن “حماس” فعلت ما عليها وأدت واجبها وتعمل ما تستطيع، ولكن لا يمكن أن يجوع الشعب الفلسطيني ومن حوله أكثر من 300 مليون عربي ومليار مسلم، مشدداً على أن ما يتم دفعه ليس تبرعاً ولكنه “فرض علينا”، ومؤكداً أن الفلسطينيين يستحقون منا الزكاة؛ لأنهم يجوعون وأبناء سبيل ومقربون منا، وأنه يجب التبرع لهم بالصدقات والأوقاف وغيرها.
______________________________________
العدد (1701)، ص24-25 – 15 ربيع الآخر 1427ه – 13/5/2006م