اختتم المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث أعمال دورته السابعة عشرة في عاصمة البوسنة والهرسك سراييفو حول قضايا المواطنة والاندماج للمسلمين داخل المجتمع الأوروبي، التي استمرت من 15 – 20 مايو 2007م.
بحث المجلس في هذه الدورة أهم القضايا التي يواجهها المسلمون داخل مجتمعاتهم في البلدان الأوروبية، وعلى رأسها قضية المواطنة والاندماج، حيث ناقش القضايا المتعلقة بذلك في أربعة محاور؛ هي: المواطنة والاندماج، الإطار الشرعي، الواقع الأوروبي مسرحاً للمواطنة، الأهداف المستقبلية للاندماج، المواطنة والاندماج.. القواعد والضوابط.
وأصدر المجلس برئاسة د. يوسف القرضاوي، في ختام دورته السابعة عشرة، عدة قرارات وفتاوى، أهمها:
– أن المواطنة لا تخالف الولاء الشرعي: إذ لا يلزم من وجود المسلم في غير ديار الإسلام الالتزام بما يخالف دينه من مقتضيات المواطنة، ففي حين شدد المجلس على ضرورة أن يكون المسلم في مقدمة المدافعين عن بلده إذا اعتُدي عليه، فإنه لا يحل له أن يشارك في أي اعتداء تقوم به بلده على أي بلد آخر سواء كان إسلامياً أم لا.
– من واجبات المواطنة التعايش واحترام الآخر، والتزام القيم الأخلاقية كالعدالة والتعاون على الخير، والنصح من خلال القوانين السائدة لإصلاح ما يضر البلاد أو العباد.
ورأى المجلس ضرورة الموازنة بين مقتضيات الاندماج والحفاظ على الخصوصيات الثقافية والدينية.
– ودعا المسلمين إلى العمل على حفظ شخصيتهم الإسلامية دون انغلاق أو انعزال أو تحلل وذوبان في المجتمع، وإلى إقامة المؤسسات الدعوية والتربوية والاجتماعية اللازمة لذلك.
– كما طالب المجلس المجتمعات الأوروبية بالانفتاح على المسلمين والتواصل مع المؤسسات الإسلامية، لدراسة مقتضيات الاندماج وتيسير السبل المحققة له، بما يفيد المجتمع ويدعم استقراه وازدهاره، وبما يمكن المسلمين من الحفاظ على هويتهم الإسلامية الأوروبية، مع العمل على إقامة العدل وتحقيق المساواة بين جميع المواطنين في سائر الحقوق والواجبات، ومقاومة مظاهر العنصرية والحد من العوامل المغذية لمعادة الإسلام، وخصوصاً في مجال الإعلام.
____________________________________
العدد (1754)، ص11 – 16 جمادى الأولى 1428ه – 2/6/2007م