كان مهند في رحلة مع مجموعة من أصدقائه، وبدأ يلاحظ أن أحد أصدقائه يُخرج شيئاً من جيبه ويبتلعه ببعض الماء، فسأله مستنكراً: ما الذي تأكله؟! فاضطرب صديقه وهو يخبره أنه دواء يساعده على التركيز والفرفشة وعدم الشعور بالألم.
فقال له مهند والفضول يأكله: دعني أجربه فأنا أحس بأن جسمي يؤلمني من كثرة حركتي اليوم، فأعطاه صديقه قرصاً أبيض، وقال له: ابلعه بالماء مباشرة دون أن يرانا أحد.
بعد نصف ساعة بدأ مهند يشعر وكأن قوته تتضاعف، ومزاجه هادئ، ولديه شعور عميق بأن كل شيء سيكون بخير.
في اليوم الثاني تذكر مهند ذلك الإحساس الذي أحس به البارحة، فوجد نفسه يبحث عن صديقه هذا ويطلب منه قرصاً آخر!
فقال له صديقه: ليس معي، وسأذهب بعد الدراسة لشرائه.. حاول مهند أن يصبر حتى انتهاء اليوم الدراسي، ولكنه لم يستطع، فلهفته واشتياقه لذلك الشعور جعله يطلب من صديقه أن يخرجا من المدرسة سريعاً ويعودا قبل انتهاء اليوم الدراسي، وكانت هذه بداية النهاية.
بدأ مهند يبتعد عن تفوقه شيئاً فشيئاً، حتى وصل لمرحلة كثرت مشكلاته داخل المدرسة، وتفاقمت للدرجة التي لم تعد إدارة المدرسة قادرة على احتمالها، فترك الدراسة بادعاء أنه يريد العمل.
ومع تدهور حالته بدأ يسرق مدخرات والديه، بل إنه أصبح يأخذ كل ما يجده أمامه ويمكن بيعه، حتى أدركت أسرته ما وصل له ابنها من حال، ولكنهم لا يعرفون أن هذه المأساة بدأت بالفضول لتناول ما لا يعرفه، ثم إصراره على الاستمرار، بل إنه ترك دراسته من أجل أن يصل لذلك الشعور، وبالفعل وصل له، ولكن كانت النتيجة أنه فشل في دراسته، وتحول مع الوقت إلى مدمن مخدرات.
________________________
منقول بتصرف عن موقع لمستشفى متخصص في علاج الإدمان.