قال الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله عن قصة موسى -صلى الله عليه وسلم-: قال تعالى: ﴿ ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ كان -عليه السلام- لا يعرفُ شيئاً فهداه الله سبحانه وتعالى ولهذا بعض العلماء يستعمل هذه الآية إذا ضاع في البر أو في البلد إذا كان يبحث عن بيت شخص ولم يهتد إليه فيتلو هذه الآية ﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ وهو دعاء مناسب وقال رحمه الله: كنا مع شيخنا في سنة من السنوات حُجَّاجاً وكان ذلك الوقت ليس فيه خطوط فتُهنا بعض الشيء فجعل يقول ﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ فهُدينا إلى الطريق فأنت إذا تحيرت عليك بهذه الآية ﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ فإذا قلتها مُخلصاً لله مفتقراً إليه هداك الله عز وجل.
ثم قال : ذُكِرَ في ترجمة الشيخ الزاهد عبدالكريم الدرويش رحمه الله (ت 1346) أنه أراد السفر من الزلفي للأرطاوية فقال له أحدهم : يا شيخ أنت لا تعرف الطريق فلو أخذت معك شخصاً ليدلك فرفع الشيخ رأسه للسماء وقال : اللهم اهدني سواء السبيل – ثلاث مرات – ثم ارتحل فخاف عليه صاحبه فلما رأى شخصاً قادماً من الأرطاوية سأله عن الشيخ بعدما وصفه له فقال الرجل : رأيته يُحدث في المسجد.
وهنا فائدة وتحذير.. أما الفائدة فهو صدق اليقين وحسن التوكل وقدرتهما على فتح مغاليق الأمور بقدرة الله وقوته وأن الإنسان متى كان موقنا بربه متوكلا عليه فإنه يستطيع أن يأتي بالمعجزات والخوارق وكتب السلف مليئة بالكرامات التي يقرها أهل السنة ولا يختلفون عليها
والتحذير من الخلط بين التوكل والتواكل وعدم الأخذ بالاسباب واعتماد التقصير في الإعداد والتجهيز وهو أمر دقيق ينبغي أن يحرص المسلم على عدم الوقوع فيه فهو مدعاة لغضب الرب وقيل لأحدهم وقد أراد الحج ثم خرج من غير راحلة ولا زاد .. أين عدتك فقال: إني توكبت على الله فقيل له : بل على جراب القوم توكلت