اعتبر محللون فلسطينيون أن العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الصهيوني منذ الليلة الماضية على جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، هدفه الرئيس تدمير البنية التحتية للمقاومة.
وأوضح الكاتب الفلسطيني المختص في الشأن الصهيوني صالح النعامي أن العملية العسكرية الواسعة التي شنها جيش الاحتلال الليلة في جنين ومخيمها تهدف إلى تحقيق أهداف تكتيكية، تتمثل في تفكيك بنى المقاومة التنظيمية والمس بالقوى البشرية التي تشكل قطاعاتها، واستهداف المرافق التي تؤمن تعاظم قوتها العسكرية.
وتساءل المحلل السياسي د. فايز أبو شمالة عن ضباط وجنود الأجهزة الأمنية الفلسطينية من العدوان «الإسرائيلي» على مدينة جنين عام 2023م.
وقال: حين اقتحم الجيش «الإسرائيلي» مدينة جنين ومخيمها، عام 2002م، في عملية «السور الواقي»، التحم ضباط وجنود الأجهزة الأمنية مع الشعب في الدفاع عن مدينة جنين ومخيمها!
وأضاف أبو شمالة أن «إسرائيل» حصلت على الموافقة الأمريكية قبل أسبوع من بدء العدوان على مدينة جنين ومخيمها؛ وذلك يعني أن العدوان «الإسرائيلي» كبير وخطير، وقد يشهد مجازر، وتطورات غير مسبوقة.
وأكد أنه لن يُهزم شعب توحدت قواه وتنظيماته وقياداته في مواجهة عدوه، وستذهب ريح شعب تنازعوا، وتخاذلت قياداته عن نصرته.
فيما أشار الكاتب والمحلل السياسي محمود مرداوي إلى أن العدو يستفرد بجنين محاولاً اختبار رد فعل الفلسطينيين في كل مكان وبناء على النتيجة سيبني إستراتيجيته القادمة.
وأضاف أن قرار اتجاه الأحداث بأيدينا، والاحتلال سيقرر خطواته القادمة بناء على ما يراه منا، فإن مرت دون خسائر بشرية في كل مكان تصل إليه أيدي المقاومين، فإن الاحتلال سيتمادى ولن يكتفي بجنين وسينتقل إلى نابلس، وبذلك يفكر بتحييد جبهة وربما ينتقل الى جبهات أخرى.
وأشار إلى أنها لحظة فارقة في تاريخ نضال شعبنا لا ينبغي التراخي فيها وتمكين العدو الانتقال من حالة رد الفعل التي يمر فيها إلى حالة المبادرة التي انتزعتها منه المقاومة.
استهداف الوعي الفلسطيني
وقال الخبير المتخصص في الشؤون الصهيونية سعيد بشارات: إن الهدف من العملية القضاء على الحالة النضالية في منطقة جنين وستمتد إلى نابلس، متوقعاً أن تستمر لساعات.
ونقل بشارات عن مصدر سياسي صهيوني صرح لقناة «كان 11» العبرية، أن الهدف من العملية التي بدأت الليلة إنهاء دور جنين كمدينة ملجأ للنضال، مضيفاً أن العملية ستستمر طالما اقتضت الضرورة، مؤكداً أن العملية تمت الموافقة عليها قبل نحو 10 أيام بناء على توصية من المنظومة الأمنية من قبل رئيس مجلس الوزراء ووزير الأمن الصهيونيين.
وأوضح بشارات أن جيش العدو أعلن أن العملية جاءت لإضعاف مخيم جنين الذي تحول لمنارة النضال الفلسطيني وملجأ المناضلين، لذلك هو تعمد الاستهداف من الجو، بشكل مستمر، وتعمد تدمير البنية التحتية المدنية في المخيم، وتخريب ممتلكات المواطنين الفلسطينيين ومركباتهم الخاصة.
وأشار إلى أن جيش العدو يعمل أيضاً وبشكل مكثف على مسار الحرب النفسية واستهداف الوعي الفلسطيني، مع علمه وحديثه عن أن الحالة الفلسطينية لن تكون سهلة في الأيام القادمة وخاصة في ظل استهداف الفلسطينيين استيطانياً وأمنياً.
وبين أن العدو يحاول إظهار انفصال جنين عن الجسم الفلسطيني كحالة مناضلة، لذلك تعمد نشر قدر كبير من الأخبار عن خروج العمال الفلسطينيين للعمل في الكيان والمستوطنات.
وتوقع بشارات، وفق المعطيات الميدانية في الضفة الغربية، أن هذه العملية لن تكون قادرة على تحقيق شيء من أهداف العدو الأمنية، ولن تكون قادرة على لجم المستوطنين والقيادة السياسية الاستيطانية التي أصبحت هي من تسيّر نتنياهو والجيش وتقوده الى مصيدة 67.
ويواصل الاحتلال الصهيوني شن عدوانه على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، منذ فجر اليوم الإثنين، ما أسفر عن استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين بينهم حالات خطرة.