«جنين» التي يشن الجيش الصهيوني عليها اليوم حملته الوحشية، تمثل كابوساً دائماً للعدو المحتل منذ الثلث الأخير من القرن الماضي، فعلى أرضها وبين أحراشها، وبالتحديد في غابة «يعبد»، دارت معركة الشيخ عزالدين القسام الأخيرة مع جنود الاحتلال البريطاني (20/ 11/ 1935م)، واستشهد على أرضها ومعه ثلاثة من رفاقه، يومها ظن الاستعمار البريطاني ومعه الصهاينة أن بذرة الجهاد ضد المحتل التي نبتت على يد القسام في أرض جنين قد تم وأدها في مهدها، لكن دماء القسام ورفاقه كانت قد روت تلك الأرض فأزهرت وأينعت وأنبتت أجيالاً من المجاهدين ينتظمون اليوم في تلك الكتائب التي تحمل اسمه «كتائب عزالدين القسام»، وتخوض حروباً شرسة ضد الاحتلال، حققت فيها انتصارات مبهرة، وأنزلت بالاحتلال هزائم كبيرة خاصة في غزة.
لهذا؛ فإن مجرد ذكر اسم «جنين» يصيب العدو بغصة؛ لأنه يذكره بالشهيد عزالدين القسام وكتائبه ومقاومة الشعب الفلسطيني التي باتت شرسة، وقد شن قبل 21 عاماً حملة واسعة ووحشية عليها استمرت 15 يوماً (3 – 18 أبريل 2002م)، وها هو العدو يعيد الكَرَّة اليوم بهذه الحرب الإجرامية، وكما قدم أبطال جنين.. أحفاد القسام.. صوراً بطولية من الصمود، يقدمون اليوم صوراً أكثر بطولة وفداء، وسيخرج منها جيش العدو يجرجر أذيال الخيبة والهزيمة، وستظل جنين على مر التاريخ، إن شاء الله تعالى، «عقدة» هذا الاحتلال الصهيوني المجرم.