تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية لليوم الثاني على التوالي، وسط استمرار الغارات الجوية والتهجير القسري لمئات العائلات من منازلها، وصمود المقاومة.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية ترافقها جرافات إلى محيط مخيم جنين، فيما واصلت استهداف منازل المواطنين وممتلكاتهم بالصواريخ وإطلاق النار الكثيف، بعد إرغام مئات المواطنين في المخيم على ترك منازلهم تحت تهديد السلاح، وفق مصادر فلسطينية.
تعزيزات عسكرية جديدة تصل جنين، هذه اللحظات pic.twitter.com/2vs6FxwHya
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) July 3, 2023
وتواصل قوات الاحتلال شن حملة مداهمات واسعة للمنازل الواقعة على أطراف المخيم، وتقوم بالانتقال من منزل إلى منزل عبر إحداث ثقوب في جدرانها، فيما تشهد سماء مدينة جنين ومخيمها تحليقاً مكثفاً لطائرات الاحتلال، خاصة الطائرات المسيرة.
تغطية صحفية ؛ "طيران الاستطلاع يحلق بكثافة في سماء مخيم جنين، تزامنا مع الاجتياح المستمر." pic.twitter.com/hYPWxBe3VC
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) July 4, 2023
حصيلة العدوان
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على جنين إلى 10 شهداء، و100 جريح؛ بينهم 20 في حالة الخطر.
ونقلت «وكالة الأنباء الفلسطينية»، عن شهود عيان، أن قوات الاحتلال التي تحاصر المخيم من مختلف الجهات منعت مركبات الإسعاف من الدخول لنقل المصابين لتلقي العلاج، كما تعمدت جرافاتها إلحاق أضرار جسيمة بممتلكات المواطنين، وتدمير العديد من المركبات، وتجريف طرق رئيسة مؤدية إلى المخيم، وأخرى فرعية في محيطه، الأمر الذي أعاق وصول مركبات الإسعاف إلى بعض المنازل لإخلاء المصابين.
متابعة | مشهد يوثق حجم الدمار الكبير الذي حل بمخيم جنين نتيجة العدوان المتواصل.#جنين #قدس_برس pic.twitter.com/9is9m6GTkU
— وكالة قدس برس (@QudsPress) July 4, 2023
تهجير قسري
وأرغمت قوات الاحتلال 500 عائلة من أهالي مخيم جنين على مغادرته تحت تهديد قصف منازلهم قبل ساعات من دخول العملية العسكرية التي تشنها على المدينة ومخيمها يومها الثاني.
وأجلى الهلال الأحمر الفلسطيني حوالي 3000 شخص، من المخيم، في حين استهدفهم الاحتلال بالقنابل المسيلة للدموع خلال خروجهم من المخيم.
عدد كبير من العائلات تغادر منازلها مع تكرار القصف الإسرائيلي لمخيم جنين. pic.twitter.com/CFAvmkMlN9
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) July 3, 2023
وأكدت المصادر أن الاحتلال اعتدى على المواطنين الذين خرجوا سيراً على الأقدام وأطلق عليهم سيلاً غزيراً من القنابل المسيلة للدموع خلال خروجهم من المخيم ما أدى لاختناق العشرات من الأطفال والنساء.
قوات الاحتلال تطلق قنابل الغاز صوب العائلات الفلسطينية أثناء نزوحها من منازلها في مخيم #جنين#جنين_تحت_القصف pic.twitter.com/Fw17oDK4Le
— المجتمع (@mugtama) July 3, 2023
المواجهات مستمرة
ولا تزال المواجهات مستمرة في جنين ومخيمها بين الشبان وقوات الاحتلال، وسط تحليق مكثف لطائرات الاحتلال المروحية وطائرات الرصد التي لم تفارق سماء المحافظة.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت، أمس الإثنين، مخيم جنين للاجئين بأكثر من 1000 جندي، مدعومين بالطائرات الحربية والمسيرة، وقامت بقصفه بالذخيرة الحية؛ مما أدى إلى استشهاد 9 مواطنين، وإصابة 100 آخرين؛ بينهم 20 في حالة الخطر، وتدمير العديد من المنازل والبنى التحتية المدنية، وقطع الكهرباء والماء عن المخيم.
وفي أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقدر بـ150 آلية عسكرية ترافقها جرافات مدرعة، مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة عليه، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم.
مخيم جنين
يقع مخيم جنين الذي أقيم عام 1953، إلى الغرب من مدينة جنين؛ ويطل على سهل مرج بن عامر من جهة الشمال؛ وتحده من الجنوب قرية برقين، وتحيط به عدة مرتفعات.
وبلغت مساحة المخيم عند الإنشاء 372 دونماً، اتسعت إلى حوالي 473 دونماً، وبلغ عدد سكانه عام 1967م حوالي 5019 نسمة؛ وفي عام 2007 وصل إلى 10371 نسمة.
وحسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد سكانه في منتصف عام 2023 نحو 11674 لاجئاً.