رُويت قصّة عجيبة لقصيدة أبي نواس الأخيرة مثبتة في ديوانه، فقد رآه أحد أصدقائه في منامه بعد وفاته، فسأله صديقه: ماذا فعل الله بك يا أبي نواس؟ فقال: لقد غفر الله سبحانه وتعالى لي بأبيات قلتها وهي تحت وسادتي، وتعجب صديق أبو نواس من هذه الرؤيا ومن جهله بهذه الأبيات، فقد كان يرافق أبو نواس وهو مطلع على جميع قصائده، فذهب إلى والدته وأخبرها بما رأى، فذهبت تبحث عن الورقة، ووجدتها في فراشه، وكتبت فيها هذه الأبيات:
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ
أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعاً فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ
ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَجا وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ