من المتوقع أن يؤدي الطقس الأكثر دفئا وجفافا بسبب ظهور ظاهرة إل نينيو في وقت أبكر من المعتاد إلى إعاقة إنتاج الأرز في جميع أنحاء آسيا، مما يضر بالأمن الغذائي العالمي في عالم لا يزال يعاني من ثار الحرب في أوكرانيا، وظاهرة إل نينيو هي ظاهرة الاحترار الطبيعي والمؤقت والعرضي لجزء من المحيط الهادئ الذي يغير أنماط الطقس العالمي، ويؤدي تغير المناخ إلى جعلها أقوى.
وأعلنت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة عن هذا في يونيو، أي قبل شهر أو شهرين من موعدها المعتاد، وهذا يعطيها الوقت لتنمو، ويقول العلماء إن هناك احتمالا واحدا من كل أربعة أن يتوسع إلى مستويات فائقة.
وتمثل هذه المعلومات أخبار سيئة لمزارعي الأرز، لا سيما في آسيا حيث يُزرع ويؤكل 90٪ من أرز العالم، لأن ظاهرة إل نينيو القوية عادة ما تعني هطول أمطار أقل للمحصول المتعطش للمياه، وأدى عصر موجات إل نينيو في الماضي إلى طقس شديد القسوة، يتراوح من الجفاف إلى الفيضانات.
وقال عبد الله مأمون، محلل الأبحاث في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، إن هناك بالفعل “أجراس إنذار”، وفق “أسوشيتد برس”، وأشار إلى ارتفاع أسعار الأرز بسبب النقص في الإنتاج.
وكان متوسط سعر الأرز الأبيض المكسور بنسبة 5٪ في يونيو في تايلاند أعلى بنحو 16٪ من متوسط العام الماضي، وانخفضت المخزونات العالمية منذ العام الماضي، ويرجع ذلك جزئيا إلى الفيضانات المدمرة في باكستان، وهي مصدر رئيسي للأرز.
وقد يؤدي النينيو هذا العام إلى تضخيم مشاكل أخرى للبلدان المنتجة للأرز، مثل انخفاض توافر الأسمدة بسبب الحرب وقيود بعض البلدان على تصدير الأرز، وحذر تقرير حديث صادر عن شركة الأبحاث “بي إم ي” بشأن الوضع في ميانمار وكمبوديا ونيبال بشكل خاص، وقال مأمون “هناك عدم يقين في الأفق”.
وتدرس الهند، وهي أكبر دولة مصدرة للأرز في العالم، حظر تصدير معظم أنواع الأرز، في خطوة قد تؤدي إلى رفع أسعار الأرز العالمية، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بالفعل.
ويأتي التحرك بعد أن أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في الاسبوع الماضي، عودة ظاهرة الطقس المضطرب المخيفة، المعروفة باسم “ظاهرة النينو”، والتي تحدث بشكل طبيعي كل بضع سنوات، حيث من المرجح أن تؤدي إلى تزايد موجات الحرارة والجفاف والفيضانات.
وأفادت وكالة “بلومبرج” للانباء اليوم الخميس، بأن الحكومة الهندية تناقش حاليا خطة لحظر تصدير جميع أنواع الأرز غير البسمتي، بحسب ما كشفت عنه مصادر مطلعة.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب خصوصية المعلومات، إن السلطات تريد تجنب مخاطر حدوث مزيد من التضخم قبيل إجراء الانتخابات.
هذا وقد بدأ عمليا العد العكسي لانتهاء أجل اتفاقية الحبوب أو “صفقة الحبوب” يوم الاثنين المقبل، ومع ذلك، لم يبرز جديد حتى الساعة يشي بتجديده مع تصاعد الحملات العسكرية على الجبهة الروسية الأوكرانية، فيما حاول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتجديد، مقدما إليه اقتراحا بإزالة العقبات من أمام عمليات “البنك الزراعي الروسي” مقابل ضمان زيادة تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
ورغم رسالة غوتيريس، برز تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الخميس، قال فيه إنه لم يسمع أي مقترحات جديدة بخصوص اتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب الذي ينتهي العمل به في 17 يوليو/تموز الجاري، لكنه يبحث مع تركيا سُبل ضمان صادرات الحبوب الروسية بغض النظر عن أي اتفاق.
ونقلت “رويترز” عن مصادر لرويترز إن غوتيريس اقترح على بوتين تمديد الاتفاق مقابل ربط شركة تابعة لـ”البنك الزراعي الروسي” بنظام “سويفت” الدولي للمدفوعات، وذلك بعدما هددت روسيا مرارا بالخروج من الاتفاق بسبب عدم تلبية مطالبها بضمان تصدير شحنات الحبوب والأسمدة الروسية.
ويجرى تحميل آخر سفينتين تنطلقان بموجب اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود حاليا في ميناء أوديسا الأوكراني قبل انتهاء العمل بالاتفاق.
وردا على سؤال حول تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال فيها إن بوتين قدم بعض الاقتراحات بشأن اتفاق الحبوب، قال لافروف: “لست على علم بأي مقترحات جديدة”، مضيفا أن بوتين وأردوغان يناقشان منذ مدة طويلة خططا لضمان استمرار إمدادات القمح للدول النامية بشكل مستقل عن أي طرف آخر.
ويهدف الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو/تموز الماضي، إلى الحيلولة دون وقوع أزمة غذاء عالمية، إذ يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية المحاصرة بسبب الصراع مع روسيا.
مبادرة غوتيريس كان أعلنها الناطق باسمه ستيفان دوجاريك، الذي قال في تصريحات صحافية: “كجزء من جهوده المستمرة في هذا الصدد (صفقة الحبوب)، أرسل الأمين العام رسالة إلى الرئيس الروسي، يحدد فيها اقتراحا يهدف إلى مواءمة تنفيذ مزيد من مذكرة التفاهم، مع ضرورة الحفاظ على مبادرة البحر الأسود الحالية”.
وأشار الناطق باسم الأمين العام إلى أن الأمم المتحدة تعلم أن روسيا تسلمت الرسالة وتقوم بدراستها، وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن غوتيريس مستعد لإجراء اتصالات مع موسكو.
المصدر: وكالات