رفض الداعية الإسلامي الكبير الشيخ يوسف القرضاوي الانتقادات التي توجه للحركات الإسلامية بالقول: إنهم يبحثون عن مصلحتهم فقط من وراء الوصول إلى السلطة، وأنهم لا يصلحون لحكم البلاد ولقيادتها للتقدم.
وقال: إن التاريخ أثبت عكس ذلك، وضرب مثلاً على ذلك بما حققه الإسلاميون في تركيا، وحزب العدالة والتنمية في المغرب، وجماعة الإخوان المسلمين في مصر التي وصف نوابها بأنهم ممثلو الأمة كلها ويبحثون عن أمة الإسلام، حيث إن كل مسلم يقول أمتي قبل أن يقول جماعتي، وهو ما فعله النواب السابقون للإخوان في البرلمان، حيث إنهم لم يقبعوا في جحورهم، كما لم يتحدثوا باسم الجماعة فقط، ولم يناقشوا مشكلات خاصة بهم، ولكنهم ناقشوا مشكلات الأمة كلها.
وقال القرضاوي، في حديثه لقناة “الجزيرة” الإخبارية الفضائية، يوم الأحد 11 سبتمبر الجاري: الزعم بأن وصول الإسلاميين إلى السلطة سيقمع الحريات كلام غير صحيح ولا دليل عليه؛ لأن الإسلاميين أول المستفيدين من وجود الحريات باعتبار أن الدعوة إلى الله تنتعش إذا وجدت الحريات وتتوقف إذا تم قمعها، كما أن دعوة الإخوان الدائمة إلى إقرار الحريات وترسيخها في مصر خير دليل على صحة هذا الكلام.
وأكد القرضاوي أنه ليس من الضروري الفصل بين الدعوة والعمل السياسي، فبعض الدعاة يجيد في العمل الدعوي فقط ويرى في السياسة عائقاً له في عمله، وآخرون يرون أنهم يستطيعون القيام بالأمرين في وقت واحد، ويدعم كل منهما الآخر، مثل الداعية والسياسي الراحل صلاح أبو اسماعيل الذي كان داعية متميزاً وسياسياً محنكاً ومحبوباً لدى الجماهير، وكذلك الأمر بالنسبة للإمام الشهيد حسن البنا، ولذلك فإن السياسة ليست حراماً على الدعاة.
ودعا القرضاوي جميع الحكومات العربية والإسلامية إلى السماح للقوى السياسية المختلفة بتأسيس أحزاب إسلامية وأحزاب قبطية حتى يتاح للجميع العمل أمام الناس وتحت مسمع ومرأى المجتمع بأسره وليس في الخفاء.
___________
العدد (1682)، 22 ذو القعدة 1426هـ / 30ديسمبر 2005م، ص11