يغطي هذا النص المهم الحملة الفرنسية بأكملها عام 1798 وحتى عودتها عام 1801م، فيحكي حماس شباب يحرك نابليون عواطفهم بخطبة التي تبث في أنفسهم خيال مجد يستعيدونه وأحلاماً ستحقق هناك على أرض مصر، فيصلون إلى مصر ويصطدم هو وزملاؤه بالواقع هناك، فمشاعر الحرمان تعلو، وشجاعة أهل البلد لا تُتوقع، ويسود الخوف، ويحل شعور بدلاً من مشاعر الفخر والمجد.
ويوضح الضابط كيف استغل نابليون سذاجة المصريين ليقنعهم بأنه رحمة إلهية أرسلت لهم، وكيف طلب من الأئمة والأشراف تخدير الشعب بكلمات القضاء والقدر، وإشاعة خبر إسلامه وإحيائه للمولد النبوي وما شابه ذلك.
تبع ذلك تردي الأوضاع وهرب نابليون، وقتل كليبر الذي سرت شائعات بهربه وليس مقتله، ثم قصة عبدالله مينو الجنرال الفرنسي الذي أسلم ظاهرياً لخداع المصريين وتزوج زبيدة بنت التاجر الرشيدي وعدم ثقة الجنود به بعد أن بدل دينه في الظاهر ووقع في حب إحدى نساء أعدائهم، والتشكيك بأنه لا يسعى إلا لتحقيق منافعه الشخصية، وخوفهم من أن يحرص على بقائهم في مصر لفترة أطول في منفاه الاختياري، ولكن مينو يأتي ويزيد الجباية ليدفع للفرنسيين أجورهم ليرتفع في نظرهم مرة أخرى.
ولكن الأوضاع تتردى والمقاومة تزداد فيعلن مينو الاستسلام ويتعهد الإنجليز بنقلهم.
ويبين الكتاب كسائر التأريخ الشعبي كثيراً من المشاعر والرغبات التي حضرت في نفس الضباط؛ كشوقهم لعاهرات باريس وطلبهم استيراد بعضهم، وقتلهم المصريين بدم بارد وهم في غاية التلذذ، وسطوهم على أقواتهم وحرق قراهم وهم بداخلها مع اعتراف الضابط بالشجاعة المفرطة عند المصريين عامة والمماليك خاصة، ويأسه من كسرهم والتي توجت أخيراً بانسحاب الحملة من مصر.
ولمترجمة الكتاب كاميليا صبحي مقدمة مهمة يُنصح بقراءتها.