طالب علماء الأمة الشعوب العربية والإسلامية بنصرة مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وإعلان التحرك الواسع المادي والمعنوي لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة مسيرة الأعلام الصّهيونيّة في مدينة القدس.
وأكد العلماء، في بيان لهم، اليوم الأربعاء، أن العدوان المزمع على المسجد الأقصى المبارك جزء من معركة السيادة، ويرادُ منه تكريس إرادة العدو الصهيوني بكون المسجد الأقصى المبارك حقًّا مشروعًا للصهاينة ويكونون هم أصحابه والمتحكّمين فيه.
وقد أعلنت «جماعات الهيكل» بالشراكة مع عدد من منظّمات اليمين الصهيوني عن تنظيم مسيرة أعلام ليليّة في مدينة القدس اليوم الأربعاء، فيما يعرف بذكرى «خراب الهيكل»، وأطلقت على المسيرة عنوان «حول أسوار عاصمتنا الأبديّة والموحدة ذات السيادة»، وستكون بمشاركة عدد من وزراء الحكومة الصّهيونيّة وزمرة من نوّاب الكنيست في تأكيد لتبني منظومة الاحتلال بشكل كامل لهذه المسيرة والعدوان على القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وأشار العلماء إلى أن هذه الطموحات الصّهيونيّة تمثّل صورة من أبشع صور السّعي في خراب المسجد الأقصى المبارك ومحو هويّته الإسلاميّة، قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة: 114).
ولفتوا إلى أنها جريمة تستهدف الأمة كلها في دينها وعقيدتها ومقدّساتها، وهي معركة الأمة جمعاء وليست معركة الفلسطينيّين وحدهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التوبة: 38-39).
وتوجّه العلماء بأبلغ التحيّات إلى الشباب المقاوم في فلسطين عامة وفي القدس والضّفة الغربيّة على وجه الخصوص، مباركين العمليات البطولية التي تقض مضاجع الاحتلال، مؤكدين أن هذه المقاومة البطولية هي التي تذيق العدو الصّهيوني وبال أمره هي الطريق الصحيح لمواجهة بغيه وإجرامه، داعين إلى تكثيف العمليات البطولية في رد عملي على مسيرة الأعلام الصهيونية، قال تعالى: (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (النّساء: 74).
وبين العلماء أن احتضان الأمة للمقاومين والمجاهدين الأبطال ودعمهم بكل الوسائل الممكنة المادية والمعنوية؛ واجبٌ شرعي، ورعاية أهالي وعائلات شهدائهم وأسراهم وبناء بيوتهم المهدّمة، من ضروب الاشتراك العملي في العمل الجهادي في مواجهة العدوان الصّهيوني المتواصل وآخره مسيرة الأعلام العدوانيّة. عنْ أنس رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «جاهِدُوا المُشرِكينَ بِأَموالِكُمْ وأَنْفُسِكُم وأَلسِنَتِكُم» (رواه أبو داود بسندٍ صحيح).