كتاب «العماديات» جمْعٌ لأكثر الرسائل التي ألّفها الإمام عماد الدين أحمد بن إبراهيم الواسطي المعروف بابن شيخ الحزاميين المتوفى عام 711هـ، وقد جمعها أبو الفضل القونوي.
وقد عاش الإمام في فترة انتشرت فيها البدع والفواحش، وسيطر على الناس الجهل، وفشت بينهم الإلحاديات الصوفية، حتى طُمست معالم الشرع أو بُدّلت في معظم البلاد؛ فكانت الأمة الإسلامية أهلاً للهزيمة والدمار؛ فاجتاح المغول ديار الإسلام وأسقطوا الخلافة وارتكبوا الفظائع والأهوال.
وقد نشأ هذا الإمام في أسرة وبيئة صوفية محضة، فخاض رحلة البحث عن الهداية، وقد ذكر في بداية الكتاب سيرة حياته وما نشأ فيه، وما عليه صوفية عصره من بدع وضلال وفاحشة وفجور.. ينسبونها إلى الشرع الشريف.. مما سيعجب له القارئ! ثم ما فشا فيهم من عقائد إلحادية من وحدة الوجود وحلول واتحاد.. وما مر به في رحلته من طوائف حتى هداه الله إلى الحق الذي جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو التمسك بالكتاب والسُّنة وما كان عليه الصحابة والتابعون في أمر دينهم.. فتحول الإمام إلى داعية إلى الهدى وكاشف عوار تلك الفرق والعقائد المنحرفة.
وهذه الرسائل على إفادتها بالكلام العظيم في أبواب التوحيد والزهد وأعمال القلوب، فإنها أيضاً مفيدة في معرفة حال العالم الإسلامي في تلك الفترة، وحقائق تلك الطوائف الصوفية وما كانت عليه، وفي أثناء الرسائل أيضاً كثير من الردود على الأفكار الإلحادية التي شاعت في ذلك الوقت، وأفرد رسالة منها للرد على كتاب «الفصوص» لابن عربي.
وقد كان متتلمذاً على شيخ الإسلام ابن تيمية رغم أنه كان أسن منه، وكان ابن تيمية يسميه «جنيد العصر»؛ مما كان عليه من زهد واستقامة.