كان هناك رجل يملك فرساً نادرة ذات شهرة في المدينة، فجاءه رجل يقال له «ربيع» يريد شراءها بأي ثمن، فأبى صاحبها بيعها.
وبعد عدة محاولات، ولما يئس ربيع، تنكر له ذات مرة في خارج البلدة ووقف في طريق صاحب الفرس متنكراً في زي الرجل المسكين العاجز عن المشي!
فأشفق عليه صاحب الفرس، ونزل ليحمله على فرسه، فلما ركب ربيع على ظهر الفرس انطلق بها بعيداً عن صاحبها، ثم توقف، ونزع اللثام عن وجهه.
ونادى صاحب الفرس معلناً أنه أخذها بدون ثمن!
فلما علم صاحب الفرس أنه غدر به قال له: أنت ربيع؟
قال: نعم أنا ربيع.
قال: اسمع مني كلمة قبل أن تذهب.
قال: قل.
قال: لا تخبر الناس بما حصل.
قال: ولمَ؟
قال: لئلا تذهب المروءة بين الناس.
فرد عليه: لقد غلبتني، فأعاد إليه فرسه.
والدرس هنا أن المروءة خُلُق عربي أصيل، وإعانة المحتاج دليلٌ على مروءة الرجل العربي وشهامته، وهذا الخُلُق الحسن أكَّده الإسلام وثمَّنه، وبارَك فاعله.
______________
من كتاب «جواهر الأدب».