يعد الوقت رأس المال الحقيقي لكل إنسان، ويجب الحذر من التفريط فيه، أو إهداره فيما لا ينفع ويفيد.
ومن صور التهاون في إهدار الوقت عدم الوفاء بالمواعيد، والتخلف عنها، وربما تجاهلها، رغم ما قد يترتب على ذلك من مفاسد وضرر.
وقد يخسر إنسان مصدر رزقه، وقد يفقد فرصة ثمينة في حياته، حال التخلف عن المواعيد في الدراسة أو العمل أو العلاقات الاجتماعية.. وغيره.
وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من إخلاف الوعد، وبين أنه خصلة من خصال النفاق، فقال: «أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر» (متفق عليه).
وينظر الناس بشكل سلبي إلى من لا يلتزمون بمواعيدهم، وقد يتجاهلون لاحقاً الاقتراب منهم أو العمل معهم.
وتقول هارييت ميلوت، خبيرة العلاج المعرفي السلوكي والطبيبة النفسية: من السهل أن نعتبر هؤلاء أناساً مشوشين، وفوضويين، ووقحين، ولا يراعون الآخرين.
وتقول الكاتبة ديانا ديلونزور، في كتابها: لن أتأخر ثانية على الإطلاق، إنه رغم وجود من يستمتعون بإبقاء الآخرين منتظرين، فإنك لن تحب أن تكون متأخراً عن مواعيدك إذا ما كنت إنساناً سوياً وطبيعياً.
ويعد الإخلال بالمواعيد عادة ذميمة، يجب تلافيها، من خلال الآتي:
– العلم بوجوب الوفاء بالمواعيد المتفق عليها، وعدم جواز الإخلال بالموعد إلا لعذر شرعي صحيح مقبول، حيث عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم إخلاف الموعد من علامات النفاق العملي.
– تجنب عدم المبالاة، وعدم الاهتمام بقيمة الوقت، حيث تجد المتهاون بالمواعيد لا يقيم للوقت وزناً ولا يعرف له معنى، بل والإساءة إلى من واعده بعد تجاهله وتضييع وقته، وإشغاله عن مصالحه.
– عدم الحياء من الاعتذار ابتداء عند تحديد الموعد، فالاعتذار أفضل من التأخر وفوات الموعد، وعدم الالتزام به.
– ترتيب الأولويات، وتقديم ما هو أكثر أهمية، وعدم الانشغال بأمور تصرف صاحبها عن الالتزام بمواعيده أو التأخر عنها.
– اتخاذ الوسائل المناسبة للتذكير بالموعد، من خلال تسجيله في مذكرة، أو مفكرة، ينظر فيها كل يوم ليتذكر بها مواعيده، أو يتفق مع آخرين على أن يقوموا بتذكيره.