ممن آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أُبيّ بن خلف، وقد رويت قصته من طرق، منها: ما رواه ابن سعد في «الطبقات» عن سعيد بن المسيب، أن أبيّ بن خلف الجمحي أُسر يوم «بدر»، فلما افتُدي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عندي فرساً أعلفها كل يوم فَرَقَ ذرة لعلي أقتلك عليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بل أنا أقتلك عليها إن شاء الله».
فلما كان يوم «أُحد»، أقبل أُبي بن خلف يركض فرسه تلك حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعترض رجال من المسلمين له ليقتلوه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استأخروا استأخروا»، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بحربة في يده فرمى بها أُبياً بن خلف فكسرت الحربة ضلعاً من أضلاعه فرجع إلى أصحابه ثقيلاً فاحتملوه حتى ولَّوا به وطفقوا يقولون له: لا بأس عليك، فقال لهم أُبيّ: ألم يقل لي: «بل أنا أقتلك إن شاء الله؟!»، فانطلق به أصحابه فمات ببعض الطريق فدفنوه.
قال سعيد بن المسيب: وفيه أنـزل الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى﴾ (الأنفال: 17).