ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل في حبه لوطنه عندما خرج من مكة، فخاطبها وعيناه تسكبان الدموع، قائلاً: «والله يا مكة لأنت أحب البلاد إلى الله، وأحب البلاد إلى قلبي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت».
كما كانت الهجرة من مكة إلى المدينة أمراً صعباً وشاقاً على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كانت كذلك على أصحابه، لأنها وطنهم الذي وُلِدُوا وتربوا فيه، وعاشوا على أرضه.
ومن حب الوطن الأخوة والتعاون والنصرة، قال الله تعالى: (إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات: 10)، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المؤمنين في تراحمهم وتوادِّهم وتعاطفهم مثلُ الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تَداعَى له سائر الجسد بالسهر والحمى» (رواه مسلم)، وقال: «المسلم أخو المسلم» (رواه البخاري)، وقال: «المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم» (رواه أحمد).
وعلى خطى الرسول صلى الله عليه وسلم في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، من السُّنة الاقتداء به، وترسيخ حب الأوطان في نفوس أبنائنا، وتنشئتهم على الانتماء والمواطنة.
ومن الطرق والأساليب التعليمية والتربوية التي تساعد على ذلك:
– الاهتمام بدراسة تاريخ الوطن والأمة، وتراثهما التاريخي والحضاري، والاطلاع على خرائط الجغرافيا، ومعرفة البلدان العربية والإسلامية.
– دراسة السير الذاتية لعلماء وقادة الأمة، والتنقيب عن بطولات القادة العسكريين منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى الآن، ومعرفة ماذا قدم العرب والمسلمون للعالم.
– القدوة العملية من الآباء والمعلمين، وإبداء الاهتمام بقضايا المسلمين، والانشغال بمتابعة أخبارهم في فلسطين وغيرها، وشرح ما تتعرض له الأمة من أخطار.
– ترسيخ الإيمان بحب الأوطان، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في إظهار محبته لوطنه، وأهله، رغم ما لاقاه من أذى وعنت منهم.
– تعريف الأطفال بالمناسبات الدينية والوطنية، وأسباب الاحتفال بها، وإشراكهم في فعاليات وأنشطة تنمي روح الوطنية وحب الوطن.
– اصطحاب الأطفال إلى الأماكن التي تبرز تاريخ أوطانهم، وبطولات بلدانهم عبر التاريخ، وربطهم بكل ما هو جميل ويمت بصلة إلى الوطن.