لم يكن الثاني من أغسطس 1990م يوماً عادياً، وإنما كان يوماً تجلت فيه الخيانة والغدر بأبشع صورها؛ ففي هذا اليوم قطّع حزب البعث العربي الاشتراكي متمثلاً في النظام العراقي أواصر الأخوة، حينما غزا الجيش العراقي دولة الكويت في أقذر جريمة في القرن العشرين فاقت النكبة العربية باحتلال فلسطين وقيام دولة الصهاينة؛ ففي النكبة كان المحتل عدواً يهودياً، لكن غزو العراق للكويت كان اعتداء بلد عربي مسلم على بلد عربي مسلم آخر!
ومنذ ذلك اليوم أخذت الفجوة العربية العربية بالتنامي؛ بل تبدلت الأحوال من الأخوة والمحبة إلى الكره والعداء، وأصبحت نتائج هذا الغزو كارثية بما تحمل من معنى؛ فقد شُرد وقُتل وأُسِر شعب بأكمله لا يحمل في قلبه إلا السلام والأمن وحب الخير لكل العالم.
وقد برز في ذلك الوقت المعدن الأصيل للشعب الكويتي؛ فلم يجد الغازي مواطناً واحداً مستعداً للوقوف معه؛ بل على العكس خرجت المقاومة بجناحيها المدني والعسكري، وهنا تجلَّت الأهمية الكبرى لمنظمات المجتمع المدني؛ فشاهدنا الدور الكبير لجمعية الإصلاح الاجتماعي؛ حيث كان للعم عبدالله العلي المطوع دور كبير في التحذير من غدر النظام العراقي قبل الغزو، ووقفت الجمعية مع الحكومة الكويتية، وخير شاهد على هذا اللقاء الشعبي الذي رأسه العم عبدالله العلي المطوع رحمه الله لمقابلة المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد، أمير البلاد الراحل.
ولا ننسى في هذا المقام الدور الكبير للعم عبد الله المطوع في مؤتمر جدة وإنقاذه من الفشل؛ بعدما نجح في رأب الصدع وتوحيد الصفوف أمام المجتمع الدولي.
وفي أثناء الغزو، شكلت جمعية الإصلاح لجان التكافل، وقامت بإدارة الجمعيات التعاونية، وتوزيع الأموال على المواطنين الصامدين، وقدمت العديد من الشهداء والأسرى من أجل تحرير الكويت.