في انتخابات صعبة تمت إعادة التصويت فيها مرتين وبعد منافسة ساخنة، فاز محمد تكالا برئاسة مجلس الدولة الليبي على حساب خالد المشري، رئيس المجلس لخمس دورات متتالية.
تحالف المشري مع عقيلة صالح القريب من حفتر السبب الرئيس في سقوطه لصالح تحالف حزب البناء (إسلامي)، وعبدالحميد الدبيبة، رئيس الحكومة إلى جانب تيار وطني عريض.
اللافت، وتلك ظاهرة نادرة في الانتخابات العربية، أن المشري -وذلك يُحسب له- أعلن بنفسه رسمياً فوز منافسه تكالا، وقدم له التهنئة أمام وسائل الإعلام، مقدماً صورة إيجابية -ولو بسيطة- في اضطراب الوضع الليبي لحاكم يتنازل عن السلطة لمنافسه، بل ويقدم له التهنئة.
هذه النتائج تؤشر إلى تزايد استقلال القرار الليبي وانعكاسه على مستقبل جيد لليبيا في الفترة القادمة، وفي الوقت نفسه تنامي العلاقات التركية الليبية ورسوخها وقوتها في مجال التعاون العسكري والاقتصادي، وخاصة في مجال الطاقة، بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا قبل عامين التي ستوفر لليبيا وتركيا جانباً كبيراً من احتياجاتهما للطاقة، عبر الحصول على ثروة ضخمة من الغاز والنفط المكتشف؛ وهو ما يبشر ببروز خارطة سياسية جديدة في ليبيا سيكون التيار الوطني اللاعب الرئيس فيها، وستتوسع فيها الشراكة التركية الليبية لصالح ليبيا، وفي المقابل سيتم تضييق الخناق على القوى الطامعة في ليبيا التي من المتوقع ألا تسلم بذلك بسهولة؛ وهو ما يحذر من تحديات صعبة ستلقي على عاتق الحكومة الليبية الجديدة بمسؤوليات كبيرة.